سلطة الكبار على الجيل الجديد
- الفكرة الرئيسة للموضوع:
في هذا الموضوع سنتحدث عن حالة نفسية مقلقة قد يتعرض لها فئة من اليافعين أو الشباب أو الشابات، حيث تعتبر هذه المشكلة النفسية مربكة وخاصة لو أصبحت قضية سلبية لها تأثيرات على الممارسات والتعاملات اليومية، أن الفكرة الرئيسة لهذا الموضوع هي التحدث عن خروج فئة من الصغار عن سلطة الكبار والمقصود بذلك تحرر مجموعة محددة من المراهقين أو الأجيال الشابة من سلطة المربيين والراشدين الذين لهم دور في التوجيه والسيطرة والتحكم بهم من ناحية اتخاذ القرارات المناسبة والتخطيط للأهداف المستقبلية الخاصة بهذا الجيل بطريقة صحيحة وليست عشوائية، حبا وخوفا عليهم من الوقوع في الخطر.
- التحرر من القيود المرتبطة بالالتزامات والواجبات الشرعية والأطر التربوية:
إن هناك فئات «شبابية» تريد التحرر من قيود معينة لدرجة تميل للسلوكيات المضطربة وغير السوية، كسلوك التسلط أو عدم التقيد بالقوانين والأنظمة الاجتماعية من خلال أستخدام اسلوب فرض الرأي على الآباء والأمهات، بمعنى آخر محاولة الخروج عن السلطة الخاصة بهم بشتى الطرق، وذلك من أجل فعل ما يشاؤون من ناحية التمرد على الأوامر الكبيرة وممارسة العنف والتنمر والتخريب في المجتمع، وترك الواجبات الشرعية إلى أن يصاب ذلك الشاب أو تصاب تلك الشابة بخلل في الدين والعقيدة، وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على الأخلاق والالتزامات والقيم الاجتماعية التي لديه/لديها.
- سأذكر مجالات أخرى تصب في الخروج عن سلطة الكبار وهي:
1 - التوجه لنشر «الفسوق والفجور الأخلاقي»:
وليس فقط ممارسة السلوكيات المتضطربة وغير السوية بل أن هناك فئة من الشباب والشابات يلجأ/تلجأ لنشر «الفسوق والفجور الأخلاقي» عن طريق برامج التواصل الاجتماعي «التويتر، والفيسبوك، والانستغرام، والواتساب، والسناب شات، وغيراها من برامج أخرى»، والذي يكون الهدف من ذلك الأمر هو نشر الفيديوهات والصور الإباحية بين أبناء وأفراد المجتمع.
2 - تشجيع فئة من اليافعين على التحول إلى جنس آخر والذي يكون هذا الأمر صادر من قبل مشاهير محددين:
نشر كلمات وعبارات ثقافات تصب في التشجيع على التحول للجنس الآخر بالإنترنت، من أجل الإقناع والتلاعب بعقول فئة الشباب والشابات، فمثلا يعمل رجل معين على تحويل الجنس الخاص به إلى انثى وعكس ذلك هو تحول البنت إلى جنس آخر، طبعا هذه القضية نادرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعتبر مرفوضة من قبل الكبار وفي الدين «إذا كانت لدى الشخص أمراض وتشوهات في الأعضاء الجنسية والجسدية، فإن لديه الإمكانية بأن يتحول من خلال العلاج الذي يغرض لزيادة التوافق بين الهوية الجنسية والعلاج بالهرمونات، أما إذا كانت الحالة سليمة أي لا يعاني من التشوهات والأمراض فهذا يعتبر محرم ومرفوض في الدين الإسلامي».
- في هذا الجانب سنتحدث عن تحرر اليافع من القيود المعينة ولكن بشرط أن لا يكون هذا التحرر مطلق ويميل للإنحراف والأفكار الهادمة:
فالتحرر من القيود أحيانا يعتبر من الأمور الإيجابية فهو يجعل اليافع يكتشف المواهب الخاصة به وبالتالي يعيش حياة ذات أفق واسع، والمقصود بذلك تنمية المهارات في المجالات الكتابية والأدبية والفكرية والثقافية وغيرها من مجالات أخرى تتمحور حول الخدمات الإنسانية وتطوير القدرات الذاتية والاجتماعية، فسبب نمو بعض الحضارات والبلدان والمجتمعات هو تنمية المواهب والإبداعات والانطلاق والتحرر عن تلك القيود التي تحث على التشدد الخاطئ والتسلط المبني على الإنغلاق وعدم السماح بدخول اليافعين في المجالات الإبداعية، فهناك كثير من المجتمعات المعاصرة التي تعيش تحت تأثير التزمت والتسلط الزائد من قبل الكبار، مما يجعلها تتعرض لحالة الاكتئاب والكبت والاضطرابات والأمراض النفسية.
- السيطرة وإستخدام أسلوب التفاهم والسلطة التي تكون من قبل الكبار بشكل صحيح «تجاه اليافعين»:
فمن هنا من اللازم أن لا يدخل أسلوب التحكم والسيطرة في خانة التفريط أو الإفراط كي لا يصبح هناك تصادم، فذلك يجعل الشاب والشابة ضائعين وغير قادرين على تحديد البوصلة بسبب الإصرار على ارتكاب الأخطاء وعدم القدرة على التعلم من توجيهات المربيين، من هذه الناحية يفضل إستخدام الأساليب التنبيهية والتحذيرية عند لحظة توجيه الكلام «من دون الميل نحو التسلط»، بالنسبة لطرق الردع والإجبار فيجب إستخدامها في حال وجود حالة من الانحراف في العقيدة والدين كالتي تشمل التمرد على القوانين والأنظمة الاجتماعية وغيرها من خانات تشكل منعطفا خطيرا على الحاضر والمستقبل الخاص بالعلاقات والمجتمعات، أما إذا كانت أمور تصب في في خدمة البشرية وتنمية الإبداعات فلا يوجد أي مانع في هذا الجانب المشرق، فإذا كان هكذا التحرر فهذا من المطالب القرآنية والحاجات الاجتماعية الصحيحة.
قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. آية «104» سورة آل عمران.
أسأل الله يحفط ويوفق الجميع.