العرض الأول للعام الجديد
يومان فقط تفصلنا عن العام الجديد الذي يطل علينا بشيء من الخجل والارتباك، محملاً بالكثير من الأحلام والأمنيات والطموحات المؤجلة منذ عام، بل منذ أعوام. عام جديد، تعزف دقات قلبه الوليد لحن الأمل الذي ضاع في زحمة الانتظار. عام جديد ترسم أقلامه المتحمسة لوحة الفرح العاشقة للحياة. عام جديد يلتقط أنفاسه الأولى في وجه سيل من الأسئلة والدهشة والظنون، وأمام كشف حساب دقيق مزدحم بالأرقام والحكايات والأحداث، ويتسلّم تركة ثقيلة تجرها حقائب عام قد قرر الرحيل.
يُغادرنا عام متعثر بالخيبات والانتصارات، ويغصّ بالإخفاقات والإنجازات، وملوّن بالانكسارات والضحكات. يُغادرنا على عجل، أو هكذا يبدو، يُلملم صفحاته الممزوجة بالأحلام والأمنيات والطموحات التي تاهت في سراب الانتظارات والتسويفات والتوقعات. يُغادرنا عام بكل حكاياته وملفاته وذكرياته، تماماً كما لو كان يبحث عن سدرة منتهاه وواحة خلاصه.
في نهاية هذا العام الذي أوشك على الرحيل، كم نحن بحاجة ماسة لسلة مهملات كبيرة بحجم كل تلك الصراعات والمواجهات والتحديات، لنُلقي فيها كل أحزاننا وآلامنا وهمومنا. وفي بداية هذا العام الذي يبدأ خطواته الأولى، كم نحن بحاجة مُلِحّة لحديقة كبيرة من الأمنيات بحجم كل تلك الرغبات والتطلعات والطموحات، لنغرس فيها كل أحلامنا وآمالنا ومشاعرنا.
منذ عامين، وجائحة كورونا ومتحوراتها تعصف بالعالم، ولكن الأمل بعودة الحياة لطبيعتها وعافيتها يطل برفقة العام الجديد.
بعد يومين يُرفع الستار عن عام 2022، ليبدأ العرض الأول لمسرحية العام الجديد بكل فصولها وأحداثها وأبطالها، وندعو الله - عز وجل - أن تكون جيدة وممتعة ومبهجة.