أحلامنا المؤجلة
في بداية كل عام جديد تتزاحم الأحلام والآمال والأمنيات، وتتسابق الرغبات والطموحات والتطلعات، لتكتب صفحات جديدة في دفتر الأيام، ولترسم لوحات جديدة في مستقبل الأحلام، تلك هي حكاية بداية كل عام.
ونحن نستقبل عاماً جديداً، تتجدد فينا الرغبة في الإنجاز والتميز، ويكبر فينا الشغف الذي يُلامس روح الأمل والتطلّع. نرسم ملامح هذا العام الذي يحمل معه دهشة البدايات وسحر الأمنيات، ونتوق لرفع سقف التوقعات وفضاء المخيلات، ونطمح بتجديد الثقة بالمنجزات والمكتسبات. تلك هي حكايتنا الجميلة مع إطلالة كل عام، والتي تبدأ متفائلة ومندفعة، لكنها سرعان ما تهدأ وتستقر، وتعود عجلة الحياة لدورانها المعتاد والمألوف، كل ذلك يحدث ما بين شد وجذب بين ضرورة الأولويات وإلحاح الأمنيات.
في حياة كل منا أحلام كثيرة مؤجلة وآمال كبيرة مؤرشفة، أحلام وأمنيات حبيسة في أدراج التردد ومنسية في أرفف التسويف، آن لها أن تنفض غبار الخوف وأن تتحرر من سياج التأجيل. فالحياة ثمينة وجميلة وتستحق المجازفة والعزيمة، مهما كانت الخيبات والانكسارات، ومهما كانت العقبات والتحديات، فالحياة تستحق ذلك لتتحقق الأحلام والآمال.
كثيرة هي تلك الأحلام التي تاهت في سراب التأجيل، وكثيرة هي تلك الأفكار التي خافت من ردات الفعل. كثيرة وكبيرة هي تلك الفرص والمنح التي تغص بها الحياة، ولكننا بترددنا وتأجيلنا المتكرر والمعتاد، أضعناها أو فقدانها، ليتكرر نفس المشهد ونفس السيناريو كل عام جديد للأسف الشديد.
ليكن العام الجديد الذي يخطو للتو خطواته الأولى، بداية جديدة لصنع حياة جديدة، تُزرع فيها الآمال والأحلام، وتُثمر فيها كل الإبداعات والإنجازات، وتُصنع فيها أجمل الأمنيات والحكايات.
كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني