الصعود الكبير للمرأة
مازلنا نعيش الأجواء الاحتفالية الرائعة والإيجابية التي يُبشّر بها اليوم العالمي للمرأة والذي يحتفل به العالم في الثامن من مارس من كل عام، وهي مناسبة أممية كرنفالية تؤكد القيمة والمكانة والحضور الذي تستحقه المرأة على كافة الصعد والمستويات.
منذ عدة سنوات، ومجتمعنا بمختلف ملامحه وخلفياته، يصنع بانوراما رمزية للاحتفاء بالمرأة في يومها العالمي، حيث تُحشد الأفكار والآراء والعبارات واللافتات والمشاركات والمهرجانات والنشاطات والتخفيضات والخصومات والعروضات والكثير الكثير الفعاليات التي تُبرز الوجه الحضاري والإنساني للمجتمع بأفراده ونخبه وفئاته كصدى جميل لحالة الاهتمام والتقدير والتكريم للمرأة، وتلك بلا شك صورة باذخة وناصعة، بل وتُمثّل ظاهرة متقدمة ومذهلة للمجتمع بكل أطيافه وتوجهاته.
نعم، إن رمزية هذا الاحتفاء الكبير والاهتمام الشديد بالمرأة من قبل كل مكونات وتعبيرات المجتمع، أمر في غاية الأهمية والدلالة، فهو أشبه برسالة واضحة يكتبها المجتمع اعترافاً وإيماناً بقيمة ودور المرأة كشريك أساسي في بناء الوطن وصنع التنمية، بعيداً عن كل تلك الأفكار والموروثات والممارسات السلبية التي تعرضت لها المرأة خلال مسيرتها الطويلة والحاقدة بالكثير من المصاعب والتحديات.
إن قصة الصعود المثير للمرأة عبر التاريخ القريب والبعيد، درس ملهم للبشرية، ويستحق أن يكون منهجاً تنويرياً وحضارياً يُدرّس لكل الأجيال، لاسيما الصغيرة والشابة. لقد استطاعت المرأة عبر طريق طويل وشائك، أن تُحقق الكثير من أحلامها وتطلعاتها، ودفعت الثمن غالياً، وينتظرها الكثير من الصعوبات والتحديات، ولكنها حتماً ستنجح لأنها تملك الرغبة والقدرة، ولأنها تستحق ذلك بكل جدارة وكفاءة.