نسائم الموسوي أمسية شعرية تعيد جمهور الشعر إلى الشعر
وسط حضور نخبوي كثيف لم يقعد به الغبار عن المجئ، ولم تجبره الأحوال الجوية السيئة على التخلف، ولم تعترض دربه الرياح الترابية التي كانت تعصف بمحافظة الأحساء مساء يوم الخميس الموافق 7 شعبان 1443 هـ، حيث تقاطر جمهور الشعر بالمحافظة متتبعين شغفهم عبر خيط شفيف يقودهم إلى مقهى ومخبز صحني الأزرق بمدينة المبرز، في لهفة وتعطش لارتشاف القوافي واحتساء المعاني، حيث أقام المقهى بصفته شريكا أدبيا، أمسية شعرية حوارية بعنوان «نسائم» للشاعر السعودي المبدع عبدالمجيد الموسوي الذي استدرج جمهوره إلى مصيدة القصيدة وفخاخ المجاز.
أدار الأمسية الشاعر جاسم عساكر الذي افتتحها بتقديم بطاقة تعزية إلى المشهد الثقافي والأدبي في رحيل قامتين أدبيتين من المحافظة في ذات الأسبوع، هما الأستاذ علي الغوينم «مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء» والأديب الراوية الأستاذ محمد الغزال «رحمهما الله تعالى» ليسلط الضوء بعدها على سيرة ضيف الأمسية متناولا أبعادا من حياته الإبداعية والأدبية، وليجعل ديوانه «شرود مؤجل» الصادر توا عن دار الكتب بالتعاون مع ملتقى ابن المقرب الأدبي، هو المحور الأساس الذي انطلقت منه الأمسية، ثم ليعطي الضيف فرصة لقراءة مجموعة من قصائده، التي دارت حول الشعر والحب والغزل كانت تشعل أكف الحاضرين الذين تفاعلوا معها بالتصفيق والإعجاب، ليبدأ معه جولة أخرى من الأسئلة التي دارت حول تجربته متعرضا فيها إلى محاور شتى كاختيار العناوين للقصائد، وهل وسائل التواصل الاجتماعي سرقت بريق الشعر أم مازال الشعر نجمة ساطعة في سماء المشهد؟
بعد ذلك انتقل إلى سؤاله عن رأيه في المسابقات الشعرية وهل أضفت وأضافت لتجربة ورصيد الشاعر خاصة وأن الضيف فاز لأكثر من مرة بجائزة راشد بن حميد الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة، كانت إحداها بقصيدة عن شاعر الوطن الكبير جاسم الصحيح، حيث طلب المقدم من الضيف أن يلقيها مستثمرا وجود الشاعر «الصحيح» ضمن الجمهور.
لتتوالى بعد ذلك أسئلة في محاور أخرى كحضور المتلقي في ذهن الشاعر ساعة كتابة النص، وما مدى تعاطي النقاد مع تجربة الشاعر ورأي الشاعر في قصائد المناسبات التي تكتب بالطلب، ليجيب الشاعر عن كل ذلك بثقافته المميزة واطلاعه الواسع الذي ينم عن معرفة واهتمام، ليفسح بعد ذلك مدير الأمسية المجال للجمهور لتنهال المداخلات الكثيرة التي أشادت بالأمسية وبالشاعرية التي يتمتع بها الموسوي والمكانة التي يحظى بها لدى الجمهور العريض.
اختتم الأمسية مقايضا جمهوره الذي تكبد عناء الحضور رغم سوء الأحوال الجوية وذلك بإهدائهم نسخا مجانية من ديوانه الذي هو باكورة أعماله الشعرية، تكريما واحتفاء بحضورهم، ليتم بعدها التقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة.