المحيط الأخضر بالقطيف
تعد أم الحمام والجش والملاحة والتوبي والحلة والجارودية، من البلدات الزراعية المعروفة في جنوب غرب محافظة القطيف، والتي تعتبر من الحواضر التاريخية المهمة وهي ذات نشاط زراعي قديم، وذات نشاط ثقافي ورياضي وإجتماعي معاصر ومشهود له في المحافل المحلية والإقليمية، وقد برز من تلك البلدات أبطال في الرياضة على مستوى الوطن، وفي المحافل الرياضية المتعددة إلى جانب نشطاء في الأدب والمجتمع ومن الحرفين، وحيث البلدات الثلاث المتقاربة واللصيقة ببعضها البعض «أم الحمام، والجش والملاحة» تشكل مثلثاً زراعياً رائعاً في الجمال.
وفي العقدين الماضيين أقيمت مهرجانات عديدة ومتنوعة في بلدات محافظة القطيف منها الثقافية والزراعية التراثية وغيرها، إلا أن البلدات المذكورة ولما لها من تاريخ في إقامة بعض الفعاليات ألا أنها ما زالت تفتقر لوجود المهرجانات الزراعية! وكم نتمنى أن تكون تلك البلدات والتي تمثل محيطاً زراعياً مهماً، أن تكون على الخريطة الثقافية للقطيف بتفعيل مهرجان سنوي يعكس إزدهار وثقافة المنطقة، وكم نتمنى كذلك أن تكون لهذه البلدات البالغ عددها «6» لفتة من قبل المسؤولين بتخصيص مكتب إداري لها يساعد الأهالي بمتابعة ما يخص تطورها وإزدهارها السكني والتنموي وكل ما يخص شؤون أهاليها ومستقبل شبابها ولوجود الترابط والتلاحم في النسيج الإجتماعي والثقافي بينها، وهذا مما لا شك فيه هو إذكاء لروح الحضارة التي تنعم بها مدن وطننا العزيز المملكة العربية السعودية.
ومما لا شك فيه أن هذه البلدات الجميلة التي تحيط بها بساتين النخيل الغناء وهي تحتضن نخبة من الأعلام التي لها حضور نخبوي فاعل وتسعى دائماً لإيجاد سبل الخير والنماء لمجتمعاتها وهم بلا شك قادرون على الولوج في مثل هذه المهرجانات بكل اريحية، وإظهارها بالمستوى المتميز واللائق الذي يسعد الجميع، ومما يحفز الجيل المعاصر للحفاظ على معطيات ومذخرات النمو الاقتصادي ويكون إمتداداً للأجيال القادمة.
وقطيفنا الحبيبة وعلى مدى العقدين الماضيين شهدت مهرجانات ثقافية وترفيهية يشار لها بالبنان وعلى سبيل المثال وليس الحصر،: مهرجان الدوخلة، ومهرجان النخلة، ومهرجان واحتنا فرحانه، ومهرجان لملوم، ومهرجان اليوم العالمي للطفل، ومهرجان النحت الرائع ومهرجان بين الماضي والحاضر والذي أقيم 2017 ببلدة الجش، ومهرجان دارين، ومهرجان الزهور، ومهرجان شتاء تاروت، ومهرجان البراحة، ومهرجان الناصرة التراثي، ومهرجان بستان قلعة تاروت، ومهرجانات متعددة بمدينة صفوى منها مهرجان التاوة للأكلات الشعبية وإحياء التراث، إلى جانب المهرجانات الوطنية المجيدة والتي تقام في اليوم الوطني من كل عام.
لا شك بان البلدات الثلاث أم الحمام والجش والملاحة يمثلون مثلثا زراعيا متساوي الأضلاع ووجود مهرجان زراعي سنوي سوف يعيد الأمجاد الزراعية، وهو مطلب حضاري كما أسلفت القول وسوف يؤكد على أصالة وعطاء الإنسان ويعكس روعة المكان، خاصة والمنطقة تحتضن في هذه الفترة ما تقوم به فرع وزارة الزراعة، بسعيهم وجهودهم
بالتواصل مع مزارعي المنطقة لإبراز جهودهم الزراعية حيث يتمشى مع الرؤية وهدف إيجاد اكتفاء زراعي ذاتي،
كما أن هناك سعي لإعادة إبراز هوية بعض أصناف المنتجات الزراعية التي كانت تتميز بها وبإنتاجها منطقة القطيف كالليمون والأترنج والموز وقرون الفلفل والباميا القطيفية إلى جانب ستة عشر صنفاً من النباتات الورقية التي تستهلك يومياً، مما يشجع عقد مهرجان سنوي زراعي في هذه البلدات الغنية بمنتوجاتها الزراعية المتنوعة ولإعادة ثقافة الزراعة بين الأجيال وإبراز الخبرات وعرض الخيرات في تلك المهرجانات، قد يساعد لتجاذب مستثمرين جدد وفتح مشاريع بالإستفاذة من ذوي الخبرة والنخب من مزارعي المنطقة.