العنف الممقوت
أننا ندرك إن المشاكل والمصائب التي تبتلى فيها فئات المجتمع لكثيرة، وهي تسبب ضرراً وتأزماً ومآسي قد تطول لفترات طويلة، ولما يدور حولها من ترصد وخبث وضغينة وأثم عظيم، وحين يتفشى العنف بجميع أشكاله، قد يتحول إلى ظاهرة ممقوتة من الصعب حلها بسهولة، وهو كما أكدت عليه الإستطلاعات والدراسات، وهو عادة لا يكون العنف وليد لحظة أو أيام، وإنما يكون في الغالب نتيجة خلافات وتراكمات سواءً على المستوى العائلي أو المجتمعي وعدم توافق في الرأي حتى يتجاوز الحدود ويصل بصاحبه إلى إستخدام العنف الشديد في اللفظ، ويتلفظ باللفظ غير اللائق والفعل المشين والتصرف السيء، مما يضعه في خلل قد يمتد إلى إلحاق الأذى بنفسه أو بغيره بالضرب والشتم الخادش للحياء وقد يتضاعف إلى الإعتداء المبرح أو القتل لا سمح الله.
في وقتنا الراهن وبعد أن اختلط الحابل بالنابل وفلت الزمام، وتداعت أشكال صناعة العنف وأسبابه والتي تدفع الشخص إلى العدوانية الفتاكة، فهناك من أسود قلبه ومات ضميره، وهناك من يضمك بالأحضان ويطعنك من الخلف، وهناك من يصعد على أكتاف الآخرين بالكذب والتدليس والنفاق - ومن يقول سألتزم الصمت حفاظاً على سمعة الأسرة أو حفظ قرابة ومودةً لصداقة، أو تعاطف أبوي في غير محله، أو ما شابه ذلك وترك الأمر يمر مرور السلام، فهو بذلك يكون فعل المحظور وترك للمعتدي الفرصة لإرتكاب الجريمة التي قد تكون نهايتها مأساوية على الجميع ومما لا ينفع وقتها الندم والحسرة، بعد فوات الأوان.
مما هو معروف إن الدولة حفظها الله، حفظت حقوق الناس وكرامتهم من الإعتداء والعبث وسخرت كل السبل من أجل راحتهم، فوضعت المستشفيات والمراكز النفسية والأسرية المتخصصة لمعالجة كل الأمراض ومنها النفسية والسلوكية وبسرية تامة، من أجل حماية المواطن وأسرته ومن أجل أن يكون الوطن بعون الله سليماً معافا من كل مرض وأخطار وأن يعيش مواطنيه ومقيميه على حد سواء حياة كريمة هادئة ملؤها السعادة والمودة والرخاء، وعلى الجميع، وهو من الواجب الديني والإنساني وكذلك الأمني، الإلتزام بما حث عليه ديننا الحنيف من تعزيز التكافل الإجتماعي وصلة الرحم والتعاون على البر والتقوى والتقيد بما وضعته الأجهزة المختصة بالدولة رعاها الله، وشددت عليها من تعليمات وإرشادات والتي تصب في مصلحة الجميع، والسعي للحل المناسب سواءً بالعلاج الطبي، أو أذا دعت الظروف للتدخل الإصلاحي المتخصص، وإن التهاون بالأمر، يعرض الشخص المتهاون والمتستر إلى المسائلة والمحاسبة والعقاب الشديد.
نسأل الله أن يحمي مجتمعنا من كل سوء ومكروه وأن يمن الله على المرضى
والمصابين بالشفاء العاجل والتقرب إلى الله بالعمل الصالح لينالوا الرضا منه سبحانه وتعالى، ويكسبوا الثواب والهداية ورضا الخالق عز وجل، ثم الوالدين وأسرتهم ومحبة وأحترام مجتمعهم والوفاء لوطنهم وللقيادة الحكيمة حفظها الله.