ترتيلة... وبس
رحلة قصيرة ما بين يوم لك ويوم عليك، فالحياة ترتيلة متناغمة بين المرارة والحل قوة، بحيث نعيش تفاصيلها ببساطتها وصعوبتها، فعدم التكلف وأخذ أمورها بتلقائية يقينا من العثرات، فلا تحصل لذة الحياة وحلاوتها إلا بعد مرارة بل علقم شديد كليهماوجهان للحصول على الاستمرارية، لا تهتم ولا تحمل الدنيا على رأسك ودع الأمور تأخذ بمجراها ومقاليدها، فكلما ضاقت واستحكمت
حلقاتها انفرجت، أليس مع العسر يسرى؟
وعد إلهي مشروط بالرجوع
إلى فارج الهم وكاشف الكرب علام الغيوب ذو طول لا إله إلا هو وإليه المصير، لو كانت نظرتنا للحياة التي وهبت لنا من هذا المطلق لما شعرنا بالحزن والضيق وكنا استمتعنا بالمرارة قبل الحلاوة فالحياة قصيرة لا تتحمل الوقوف طويلاً على الأطلال والبكاء وكأننا نرثي أنفسنا التي نعيت إلينا،
مواقف كثيرة تمر علينا تألمنا في ظاهرها بينما في باطنة رحمة، تجعلنا أمام امتحان أدواته الصبر والإرادة القوية الإيجابية والتحلي بالسلوك الحسن
المصادر والمراجع كتاب سماوي فيه شفاء ومصدر كل رحمة فهو منهاج للصالحين، دعاء وتضرع من أجل الإمداد بالمعونة الإلهية التي تكفينا المشقة وتُسكن نفوسنا قال تعالى ”قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ“ الفرقان 77.
تضيق بنا السبل كمن وجد نفسه في بئر عميقة من الهموم غارقًا في قعرها لدرجة يتوقف به الزمن من كثرة الخطوب التي تمر به، ما تلبث إلا أن تنفرج بمرور سيارة تدلي دلوها وتخرجه من بطن البئر التي تبتلع همومه وكأن الله سبب له كل أسباب الخلاص والنجاة من حيث لا يحتسب، ولادة جديدة يبدأ معها حياة هي مستمرة في ذاتها بنفس عناوينها متقلبة من حال إلى حال. المطلوب التسليم الذي يريح النفس ويشعرنا أن كل شيء في مكانه الصحيح وأيضا تَهْدِئَة القلوب الوالهة إلى ماديات لا تعد سوى حطام زائل وتخفيف من سرعة الماراثون الذي يجعلها تلهث وراء مجهول ربما يكون سبب في هلاكها، ما هو لها سوف تأخذه ولو بعد حين وأن باعدته السنون وحتى بعد حين فليس هناك تقديم ولا تأخير الأرزاق والآجال مكتوبة، لتبقى ترتيلة الحياة
تتردد على شفاه الحاضر والمستقبل، فهذا لايعنى إطالة النظر إلى الوراء والتحسر على ماضي مضى أو مد النظر إلى المستقبل هو في علم الغيب كائن، فما حولك أرض حصادك فاستثمرها جيدًا فرحتك قصيرة لا تتعدى شهقة.