اللامعون مع شمس August
لقد أتت بداية هذا العام من شهر محرم مع شهر أغسطس، بحرارته المعتادة وأكثر. مُصادفاً بداية الذكرى السنوية لشهادة الحُسين - - وأنصاره.
وكُنا بواسع الامتنان لله، بقمة الشكر لكل شخص صغير أو كبير، أسس مجلساً وفتح منزلاً ونظَّم حضوراً ورتب مواقف سيارات أو عبورها، ولكل من اعتنى بِصغارنا ونحن مطمئنين لساعة أو ساعتين. لمن مد يده أو رفعها لينظم خروج ودخول أولئك الأطفال من المجلس الحسيني للأشبال الصغار بصبر وحلم بالغين، ولِلشباب الذين بذلوا من سعة وضيق وقتهم وطاقتهم وأموالهم ليصنعوا بحب أطعمة على حب الحُسين - -. لقد كنا ننظر لهم بأعين زجاجية وبمشاعر مُقدِّرة وهم يتصببون عرقاً ويبتسمون للصغار والكبار.
لقد قدموا لنا ولصغارنا رِعاية وهم ممتنين لله وللحُسين - - لعودة هذه الذكرى السنوية بهذا الازدحام الذي لم نشهده بسبب جائحة كورونا بالسنوات القليلة السابقة.
وكنت اسأل نفسي وأنا اتأملهم، هل يدفعهم لهذا الأمر ال «شيمة» كما نقول بالعامية، ونعني بها الطبيعة أو الخُلُق المعتاد عليه؛ أم شدة تعلق وذوبان في شخصية الخادم الحُسيني؟!
فأما إن كان الأمر شِّيمَة، فالاكتساب والوراثة لَعِبا دوراً كبيراً، وأسسا طَبْعاً جميلاً في مُجتمع يُعتبر قروي. وإن كان تعلقاً فهذا التعلق المحمود والذوبان المقصود، الذي يؤسس الرؤية الحقيقة للتعاون بين أفراد المجتمع الواحد.
فكلا الدافعين اجتمعا أو افترقا، يضعان هالة براقة حول كل إنسان بلغ يقينه بالحُسين - - هذا الحد من العطاء، فشُكراً لِلَحُسين الذي خلف في محبيه هذا الدافع، وشكراً للامعين خلف خِدْمة مجالسه.