ضربة كرة جعلته كاتبا
يقول هاروكي موراكامي إنه كان يتفرج على مباراة بين فريقين في كرة البيسبول عام 1978 عندما ضرب لاعب أمريكي هو (ديف هيلتون) الكرة، حينها أدرك فجأة أنه يمكن أن يكتب رواية، فذهب إلى منزله وبالفعل بدأ بالكتابة في نفس تلك الليلة. ورغم أنها قصة غريبة إلا أن هذا الكاتب الياباني ذائع الصيت وحاصد الجوائز يكرر هذه القصة في لقاءاته الصحفية ويتصدر بها تعريفه عن نفسه في موقعه (www.harukimurakami.com) واصفا شعوره آنذاك بأنه (إحساس دافئ).
وهكذا فقد بدأ بكتابة روايته الأولى (أسمع الريح تغني) وعلى الفور شارك بها في مسابقة أدبية ففاز بالجائزة الأولى، رغم أنه لم يكتب قبلها أي شيء على الإطلاق. وقد شجعه هذا الفوز على الاستمرار في الكتابة وترك عمله السابق في مقهى كان يعمل فيه مع زوجته.
فكيف تحول موراكامي إلى الكتابة؟ وهل لضربة ديف هيلتون بكرة البيسبول دور في ذلك؟ أم إن كون أبويه كانا يدرّسان الأدب الياباني دور في ذلك؟ أم لأنه كان قارئا للأدب الأمريكي في سن مبكرة؟ أم إنه استجاب لنداء داخلي؟
لا أظن أن الكاتب نفسه يعلم حيث يقول: لم أرغب في أن أُصْبِح كاتبًا، ولكنني أصبحت كذلك. أعتقد إنها معجزة، والتي عليّ أن أتواضع أمامها. أنا فخور بذلك واستمتع به ومن الغريب أن أقول ذلك، ولكنني أحترمه.
وعندما سئل في لقاء له نشره في موقعه عما ما إذا كان يرغب في أن يكون كاتبا في شبابه أجاب: كنت أحب القراءة كثيرا وهذا ما جعلني شخصا حساسا، وربما توقع الآخرون أن أصبح كاتبا لكنني لم أكن أفكر في ذلك أبدا، وكنت أرغب في أن أكون صانع أفلام ولذلك فقد تخصصت في السينما وفنون المسرح في جامعة واسيدا. ويقول إن السبب في عدم تفكيره في ذلك أنه كان يعتقد أنه لا يملك لا الكفاءة ولا الموهبة في الكتابة. (لا أعلم لماذا حصل هذا ربما كان إلهاما). وكان يردد: دائماً ما كانت الكُتب شغفي الأكبر، وسواءً كنت مشغولا أو مفِلسا أو مرهَقا لم يكن لأحد أن يحرمني من تلك المتع. كما كان يقول: أنا انسان عادي جدا، أنا فقط أحب قراءة الكتب.
ومن أبرز أعمال موراكامي (الذي ولد عام 1949): كافكا على الشاطئ ومطاردة الخراف الجامحة والغابة النروجية، ولديه اهتمامات أخرى منها الرياضة خاصة جري المسافات الطويلة. وقد حصل على عدة جوائز منها جائزة نوما للوجه الأدبي الجديد وجائزة فرانتس كافكا وجائزة أساهي وجائزة القدس والجائزة الدولية لكاتالونيا ونيشان الفنون والآداب من رتبة قائد وجائزة عالم الفنتازيا وجائزة فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة وجائزة فرانز كافكا.
عرف بحساسيته حيث كانت الأحداث التي تجري حوله تؤثر في كتاباته مثل إصداره لكتاب بعد الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2011، ثم تبرعه بعدها بقيمة جائزة كاتالونيا الدولية بقيمة 80 آلاف يورو لصالح متضرري الزلزال.
وقد ترجمت كتبه إلى أكثر من 50 لغة، ويعتبر من أهم رموز ما بعد الحداثة، وتتميَّز أعماله بالسيريالية والعدمية وغالبًا ما تتحدَّث عن الوحدة والغُرْبَة وقد وصفته مجلة الغارديان بأنه أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا، كما اختارته مجلة التايم من بين 100 شخصية مؤثرة على مستوى العالم في العام 2015.
من كتبه الأخرى: أرض العجائب الحارة ونهاية العالم، رقص رقص رقص، جنوب الحدود، غرب الشمس، تاريخ العصفور الآلي، سبوتنيك الحبيبة، كافكا على الشاطئ، ما بعد الظلام، إيتشي كيو هاتشي يون، مقتل قائد الفرسان.
من كلماته:
· أن ألمس كتابًا مألوفًا وأستنشق عطره عميقًا في داخلي أجده سببًا كافيًا لمنحي السعادة.
· لا أندفع في القراءة كأنني في سباق بل أعيد قراءة الأجزاء التي أعتقد أنها الأهم حتى أفهم مغزاها.
· إذا كنت تقرأ الكتب التي يقرأها الآخرون فقط، سَتُفَكَّر فيما يُفَكَّر فيه الآخرون فحسب.