لحظة التعرف على الغرباء
يصف الاستغلال الجنسي شكل من أشكال الاعتداء أو التهديد عن طريق القوة والاستقواء على ضحية محددة سواءا كانت تلك الضحية شاب أو مراهق وغيرها من شخصيات أخرى.
وفي هذا المجال يستخدم فرد واحد أو مجموعة من المعتدين جنسيا وسائل مؤذية نفسيا وجسديا عندما يقومون باستغلال الطرف الآخر بتخويفه وسرقة أمواله مثلا إذا لم يلبي الخدمات الجنسية لهم أو تهديد الضحية بموقف محدد تعرضت له، إضافة إلى ذلك جعل الآخر يرتبك حتى لا يشعر بالراحة والاستقرار النفسي طيلة الأوقات.
وهناك أشخاص في فترة الصغر تعرضوا لهذه الأمور ولم يتمكنوا في مرحلة الشباب أن يبنوا علاقات جيدة وأيضا لم يتغلبوا على العزلة السلبية بل ليست لديهم القدرة على التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية في حياتهم لأنهم تأثروا بالصدمة القوية والمشكلة التي تعرضوا لها عندما كانوا أطفال أو مراهقين، وهذا يجعلهم يكرروا أخطاء كثيرة في المستقبل ومرحلة الشباب.
وطبعا بعض الشباب الذي واجهوا هذه الأمور تكون شخصياتهم في المستقبل معرضة للقلق والارتباك الزائد لأن تلك المشاكل والمواقف الصادمة تبقى محفوظة في ذاكرة الضحية، وبالتالي تسبب له إزعاج ومضايقة نفسية عندما لا يستطيع التأقلم معها أو عدم معرفة كيفية حلها أو عدم معرفة كيفية التعلم على معاملة مختلف الناس.
وأحيانا قد يصل الأمر إلى أن بعض المراهقين يخافون من الذهاب لمكان الدراسة أو بعض الشباب يخافون من الذهاب لمكان العمل بسبب تعرضهم للاعتداء والخوف من مواجهة المتنمرين والمعتدين، كأن تحصل مثلا مكالمة أو رسائل نصية في برامج مواقع التواصل تصل للضحية في مكان الدراسة أو العمل وذلك من قبل المعتدي جنسيا.
وبعد ذلك يصبح الشاب أو المراهق معرض لمخاوف نفسية شديدة عندما يتلقى ذلك الاتصال الهاتفي المبني على التهديد والترهيب الذي يتوجه نحو سلب الراحة والطمأنينة في حياته.
ومن هذه النقطة من الواجب على الإخوة والوالدين أن يتواصلوا ويهتموا بالطرف الذي يكون من نفس أسرتهم، وعلى زملاء الدراسة أو العمل مثلا أن يهتموا بزميلهم في منطقة العمل كأن ينبهونه من مصادقة الأشخاص الذين يجلبوا له المضرة.
وكل ذلك يكون بالتوجه نحو طرح استشارات وتساؤلات عن الإنسان الغريب الذي يريد أن يدخل في علاقة مع زميلي أو ابني في المنزل، وذلك من خلال الخروج معه والذهاب لأمكان محددة عند لحظة قيادة المركبة.
أمور كهذه تحتاح لتحمل المسؤولية وتتطلب أسلوب حواري هادئ بين الأبناء والشباب والراشدين والواعين بعيدا عن العصبية والنظرة السلبية للموقف؛ فتنبيه الطرف المتلقي وتحذيره من الانسياق إلى التهور في اختيار ومصادقة الغرباء في أي مكان يتواجدون فيه يجعله ينتبه لنفسه ويتفادى مشاكل كثيرة، لأن التهور سيؤثر على مجرى الحياة العملية والأسرية والاجتماعية التي يعيشها.
- ومن هنا نتعلم أن لكل إنسان حق عند لحظة التعرف على الغرباء، وذلك كي لا يتعرض للاستغلال وللتوضيح:
يعرف الإنسان الغريب بالشخصية غير المعروفة في مختلف الجوانب من قبل الطرف الثاني، خاصة عندما يلتقي به الآخر في مواقع التواصل كالواتساب والفيسبوك والسناب الشات، أو على أرض الواقع مثلا في مكان محدد كالمجلس والشارع وغيرها من أماكن أخرى.
وبالتالي قد يحدث ارتباك وخوف عندما تلقتي بهذا الشخص لأنه لا تعرف عنه أي معلومات وأخبار عن أصدقائه وحياته الاجتماعية وشخصيته، وغيرها من أمور أخرى تحتاج للتدقيق والسؤال عنها قبل الدخول في العلاقة العميقة التي تشمل الخروج والذهاب مع ذلك الغريب لمكان محدد عن طريق قيادة المركبة أو المشي.
فعلى الشخص الذي يتعرف على الغرباء أن يتعامل معهم باتباع منهج الشخصية الثقيلة والأسلوب المهذب، والمقصود بذلك عدم التوجه نحو التكلم بطريقة متهورة وتبادل الأحاديث الطويلة، أو ممارسة المزاح الزائد معهم والذي يكون مبني على كلام غير جيد يتطرق لأمور فاحشة ووسخة.
ولأن المتحدث أمام الشخص الغريب يجب أن يعطي انطباع جيد تجاهه من لحظة اللقاء الأولى، من أجل أن لا يتمادى عليه في قول كلمة أو جملة سيئة، وأيضا كي لا يتوجه الغريب نحو التفكير في أن الطرف الثاني شخصيته خفيفة ومعرضة للخداع بسهولة.
فلا تجعل الغريب يقوم باستخراج الكلام السري والأسرار الشخصية والمنزلية والأسرية والمواقف الخاصة بك، وغيرها من أمور يجب أن لا يعطوها للغرباء بل يجب أن تبين لهم إنك شخصية غير خائفة وقلقة من الأسئلة التي يطرحوها عليك؛ فإنك تستطيع أن تجاوب على أي سؤال يوجهوه لك أما بكلمة نعم أو لا.
وتستطيع أن تقول للغريب: هناك أمور وحدود وخطوط حمراء يجب أن لا تتجاوزها معي مثلا لا تسألني عن الراتب الخاص بي، ولا تسألني عن الأمور والخلافات الشخصية والعائلية والمنزلية لأن كل طرف يحتفظ بأسرار أهله وأصدقائه وأقاربه وذلك حتى لا تنتشر الفوضى بين أفراد المجتمع، لأن إفشاء السر أمر خطير.
إن من حقك كشاب أو مراهق أو أو رجل كبير بالعمر أو رب أسرة أن تأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف على الغرباء؛ حتى لا تتعرض للأذى والسرقة المالية والاستغلال الجسدي وغيرها من مواقف تجلب لك المضرة، وكل طرف طبعا لديه حرية في رفض أي علاقة لم يرتاح ويطمئن لها لأسباب سلبية معينة ولأن هناك حرمة بالمساكن أو المنازل.