العلاقات الناجحة لها تأثير إيجابي على المجتمع
العلاقات المتماسكة بصور عامة تحمل بين طياتها الراحة والاستقرار النفسي بين الناس نتيجة إقدام الأطراف الطموحة على التطور في الحياة بشكل عام، وذلك بالتوجه لتكوين صداقات لها رمز وعلامة مشرقة تعطي صورة جميلة للمشهد الاجتماعي الذي يحتاج لأن يكون فيه ترتيب وتنظيم من قبل كل إنسان ومجتمع وبلد يسعى للتقدم، من أجل أن لا يتسلل إليه الاحباط واليأس عندما يريد تحقيق الأهداف والطموحات النبيلة والكبيرة.
قد تحدث في هذه العلاقات اختلافات فكرية متنوعة بين كل مجتمع ولكن نأمل بكل قوة أن لا يصل ذلك إلى الوقوع في بؤرة الخلاف والتوتر والقلق بسبب الإنعزال السلبي والانفصال عن الواقع بعدم اتباع منهج المشاركة والاندماج والتعرف على مختلف الشخصيات الإنسانية التي تعيش في مجتمع يختلف عن الآخر في القناعات والتوقعات والتصورات والسلوكيات التي تتطلب التعامل المبني على الاتصاف بصفة سعة الصدر وتقبل أفكار الآخرين حتى ولو كانوا يعانون من سلبيات وأخطاء معينة، فمن الممكن أن يكونون غافلين عنها وبهذا يحتاجون إلى التنبيه من الاستمرار على نفس المنوال وكل هذا كي لا تدمر العلاقة ثم تحدث حالة التباعد والتفرقة.
ومن هذا المنطلق نرى أن الفرد والمجتمع بحاجة لثقافة التفاهم وهي التي تعتبر وسيلة فعالة لتعزيز لغة الحوار والنقاش بين البشر، وبالتالي الابتعاد عن العصبية والنظرة الضيقة التي تفتح الطريق في مجال التصيد على الأخطاء وعدم احترام الخصوصيات ووجود المسافة آمنة في تكوين العلاقات، وفي هذه النقطة من اللازم الاعتذار ووضع حدود وخطوط حمراء في مواقع محددة حتى لا تحصل لا سمح الله مشاجرة تكون بسبب سوء النية أو سوء الفهم.
ولهذا فإن التعامل مع هذه الثغرات بروح التقبل النفسي والمواساة والتعاون يؤدي لاستكمال مشوار التواصل مع المحيط الاجتماعي دون وجود مخاوف وضغوطات نفسية شديدة تضع حاجزا تجاه الإنسان الذي يخاف من تحمل المسؤوليات والعوائق التي تلعب دورا في زرع الأحقاد في النفوس، وبالتالي يصبح كل طرف في المجتمع عاجز عن كيفية إيصال الرسالة والتفاهم مع الآخر عندما يستمر في ارتكاب خطأ قد يسبب نوع من المضايقة وعدم الشعور بالطمأنينة في تلك العلاقة التي لا تسودها ثقافة الاحترام للظروف والخصوصيات.
تبقى العلاقات الناجحة ذات تأثير إيجابي يخلق الحركة والنشاط والحيوية لدى البيئة المجتمعية التي تسعى للمسارعة في مواجهة تلك الأفكار الهدامة المرتبطة بجعل الناس يعيشون في طريق مليئ بالحواجز المتعددة التي تجعلهم لا يتمكنوا من التغلب على الشبح المخيف الذي يكون على هيئة جدار يحتاج للإرادة والثقة بالله أولا ثم النفس والبشر، من أجل كسر ذلك الجدار الذي يمنع الأفراد والمجتمعات من التفاهم في حال إذا كانت هناك مشكلة بينهم تؤدي لتزايد السلبيات عوضا من تزايد الإيجابيات.