المنبر الحسيني
المنبر الحسيني الشريف هو من أرقى المظاهر الأعلامية الواعية، التي تجسد صور ومشاهد تخدم الأمة وفق مبادئ الإسلام وتوجيهاته.
هو منبر عالً، بلسان صادق وتعبير مسؤول يخدم كل البشرية، هو دعوة إلى القيم والأخلاق الفاضلة، ودعوة إلى التسامح والألفة والمحبة، هو خير وسيلة لإيصال الشعائر الدينية وتغطيتها كما جاءت عليه الرسالة المحمدية العظيمة المقدسة، وعظ من الإرشاد والتوجيه، تتجدد مواده وخطبه للناس عامة، بما يتوافق مع كل مصلحة للجميع، دينياً وإجتماعياً وسلوكياً توعوياً فذاً.
أننا ومن الضرورة والواجب، ونحن نستقبل الشهر المحرم العظيم ومراسم عاشوراء الحسين لهذا العام الهجري «1445» نستذكر ما نحن عليه طوال السنة - نحضر المجالس الحسينية ويزداد حماسنا وإشتياقنا في أيام عاشوراء، نسارع ونحرص كل الحرص للذهاب مبكراً من أجل أن نحصل على المكان المناسب في مجالس الوعظ، حتى نتمكن من الإستماع بتركيز ومشاهدة الشيخ أو الخطيب الحسيني عن قرب، لتنهل قلوبنا وحواسنا بصيرةً ورشداً، أردنا مع هذا الإستذكار التوضيح ولو بالقليل، إن الرسالة الحسينية الشريفة ببعدها الإنساني الكبير والسامي، هي رسالة مهمة، ينابيعها المتدفقة الروحية من السماء، كلها مدرسة ونموذج ثقافي وأدبي وفكري فريد من نوعه، أيقونة خير وعطاء وصلاح لكافة الخلق، ولما احتوته هذه الرسالة من القدسية والتضحية والقيم الإنسانية النبيلة.
رسالة تمتلك القوة والثوابت الفكرية الصحيحة، والمناهج الربانية السمحة، وهي تمثل ما كانت علية الرسالة المحمدية العظيمة إلى الأمة كافة، وبكل أبعادها فكرها المستقيم، توضح إن الإسلام دين الله، دين الحق وهو دين عدل وإصلاح ونقاء.
الأمام الحسين وأصحابه رضوان الله عليهم، جاهدوا من أجل الإصلاح وإقامة العدل ببن الناس، والحفاظ على ما جاء به الرسل والأنبياء «الرسائل السماوية» وما بلغ به الرسول الأعظم محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
رسالة سامية معبرة، وهي منارة شامخة العلو، تضيء في كل محفل ومكان، رسالة عطرة رسمتها شواهد كربلاء الحسين العظيمة، بكل جوانبها الدعوية والإنسانية والبطولية.
هي رسالة تمثل حاجة الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان، حدث تاريخي وسيرة عطرة لا يتوقف شداها على ممر العصور.
علينا جميعاً، أن ننهل بما جاءت به هذه الرسالة الإيمانية الجليلة الخالدة، علينا أن نستفيد بما نستمع إليه من توجيهات النصح والحكمة، مما يفيض به المنبر الحسيني الشريف، بلسان علمائنا الأفاضل وخطبائنا الكرام جزاهم الله خير الجزاء واثابهم وحفظهم ورعاهم، وهو بالتأكيد متى ألتزمنا به فهو سوف يساعدنا على مراجعة النفس وتصحيح التصرفات والسلوكيات الخاطئة، إن وجدت لا سمح الله في حياتنا.
علينا كبيراً وصغيراً، أن نقتدي ونسير على نهج وأخلاقيات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعلينا أن نتمثل بالقول الثابت والمأثور للإمام الصادق ”كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا وأحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول“
الأجر والثواب للجميع وقبول الطاعة، بإذن الله تعالى.