كرنفال الوطن

لم أجد مقدمة للكتابة عن الكرنفال الموسمي للتمور في بريدة والذي يُعدّ الأكبر والأشهر عالمياً في تسويق وتصدير التمور، أفضل من لغة الأرقام والإحصائيات والنسب، فهي عادة لا تُخطئ وتُبرز الحقيقة، بل وتصنع الدهشة.

لقد حققت المملكة زيادة مطردة في تصدير التمور بمختلف أنواعها ومشتقاتها خلال العام 2022، وذلك بكمية تجاوزت ال321 ألف طن، وبقيمة بلغت 1,28 مليار ريال، بزيادة تجاوزت ال5 % عن العام 2021، وأكثر من 120 % عن العام 2016. كما تجاوز عدد النخيل في المملكة 34 مليون نخلة موزعة على جميع مناطق المملكة، بحيث استفادت 116 دولة حول العالم من صادرات التمور السعودية التي تُعتبر الأجود والأكثر تنوعاً في الأصناف، حيث تنتج المملكة أكثر من 300 صنف من التمور، وبإنتاج يتجاوز 1,6 مليون طن سنوياً، لتحتل بذلك المرتبة الأولى في تصدير التمور على مستوى العالم، وقد كان هذا الإنجاز الكبير إحدى أروع استراتيجيات الرؤية الوطنية التي تحققت قبل موعدها بعدة سنوات.

ويُعتبر كرنفال بريدة للتمور والذي بدأ منذ ربع قرن، أحد أهم وأشهر الكرنفالات الوطنية، خاصة أن منطقة القصيم تحتل المرتبة الأولى في عدد النخيل على مستوى الوطن، حيث تستحوذ على أكثر من 11 مليون نخلة وتنتج أكثر من 45 صنفاً من التمور. ومع بزوغ كل فجر جديد من أيام موسم التمور، تتعالى صيحات الدلالين بلهجتهم القصيمية الجميلة في ساحات وممرات السوق الكبير، وسط حشود المزارعين والبائعين والمتسوقين من كل مناطق المملكة.

والكتابة عن هذا الكرنفال الوطني الملهم بكل ما يزخر به من أفكار وفعاليات وبرامج وأنشطة ومحاضرات وورش وإبداعات ومساهمات، تحتاج إلى مساحات واسعة وفضاءات شاسعة، فيكفي أنه أحد أهم أمثلة القطاعات التي تُحقق مستهدفات واستراتيجيات رؤية المملكة 2030، خاصة في الأهداف الوطنية الكبرى وهي تنوع مصادر الدخل وإنعاش الاقتصاد الوطني وخلق الفرص والوظائف وتمكين شباب الوطن.

لقد استطاع كرنفال بريدة للتمور صناعة صورة حقيقية وفخمة لواقع وحجم التطور والازدهار في هذا الوطن الكبير الذي يعيش عهداً زاهراً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

منذ سنوات طويلة، وأنا أشارك في فعاليات وأنشطة هذا الكرنفال الوطني الرائع، وأشاهد عن قرب حجم التطورات والنقلات النوعية والذكية التي يصنعها بإتقان وإخلاص القائمون على هذا الحدث الوطني الموسمي المنتظر، بقيادة عرّاب هذا الكرنفال، بل وكل منجزات منطقة القصيم التي أصبحت المثال الصارخ في روعة الأفكار ونجاح المشاريع، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، والذي يقف على كل صغيرة وكبيرة وعلى مسافة واحدة من كل المشاريع والفعاليات في هذه المنطقة الرائعة.

كرنفال بريدة للتمور ينسج حكاية قصيمية ملهمة، تسرد كل ملامح وعناوين الفخر والمجد لهذا الوطن الكبير الذي يعشق النجاح.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني