أنا والإجازة
في كل مرة تمر علينا إجازة أو كما تسمى في بعض اللغات الأخرى «تعطيل» وهي إدراك الشخص أو العامل لراحته بعد الكدر أو العناء في العمل.
والواجب على هذا المُجاز أن يعمل في هذه الإجازة بما يرجع عليه بالفائدة منها فلا يجب أن تمر عليه إجازة هذه السنة مثلاً كسابقتها من حجم الاستفادة منها والعمل فيها.
وإن كانت الإجازة ليست بالطويلة إذا ما حسبناها زمانياً إلا أني أستطيع أن استقلها في قراءة كم لا بأس به من الكتب أو أن أعمل على إنتاج كتاباً مثلاً، أو أخوض غمار السفر والترحال الثقافي أو الديني أو حتى السياحي على أقل التقادير.
ومن خلال هذا أو ذاك استفيد من هذه الإجازة التي ربما تمر مرور الكرام على البعض دون فائدة من هذا الوقت الذي ربما يمر هدراً على البعض في «التسدّح والتمرقد»، دون فائدة تذكر.
أما العبد لله كاتب هذه السطور فقد مضت أيام وأسابيع هذه الإجازة من عمره في محاولات سفر يائسة ولم تنجح إلا واحدة منها فقط إلى مكان ليس بالبعيد وهو إلى مدينتي الدمام والقطيف فقد حاولت جاهداً وجاداً في بداية الإجازة السفر إلى «أبها»، البهية خاصة وأني لم أذهب إليها من قبل، وصادف في أحد قروبات الواتساب إعلاناً للسفر إلى أبها فلم أكذب خبراً وقد ارتحت لذلك لاسيما وإن ناشر الإعلان أعرفه من قبل فقد ذهبت بمعيته سابقاً إلى أحد معارض الكتاب بالرياض، اتصلت وكان الرد مخالفاً لرغبتي إلى حد ما وبالذات أن بعض التفاصيل غير مذكورة في الإعلان مع ذلك عزمت على الذهاب ولكن ظروف الأهل حالت دون ذلك.
بعد فترة فكرت في السفر إلى المدينة المنورة للسلام على رسول الله كما تعودت في شهر محرم من كل عام، بدأت في الاتصال بالحملات وكنت سنوياً أذهب مع إحدى الحملات ما عدا العام الماضي ذهبت مع غيرهم لظرف خاص، وأتفاجأ هذه السنة أنهم عازمون على الذهاب على غير الموعد «باكراً» حاولت مراراً مع الكثير من الحملات إلا أنه لم يتم الحجز أما أن العدد قد أكتمل أو أنه لا يوجد رحلات أو أنه الحجز سيتأخر كثيراً إلى ما بعد الخامس والعشرين من شهر محرم حيث سيبدأ الدوام، فما كان مني إلا أني أخذت بعضي مع الأهل لنذهب إلى شاطئ البحر ومن ثمّ إلى بعض المكتبات لشراء بعض الكتب متجولاً بين مدينتي الدمام والقطيف.
وهكذا تصرّمت الإجازة الصيفية وأيامها لهذه السنة دون تحقيق بعض الأهداف والآمال التي كنت أخطط لها وأعوّل عليها، وأرجو أن يتحقق قول القائل ما فاتكم اليوم تدركونه غداً بحول من الله وقوة.