حَلَمت عَنِ الِإغضَاب بَعدَ تَرَصُّدِ
حَلَمت عَنِ الِإغضَاب بَعدَ تَرَصُّدِ
وَدَعَت إِلى الإِغفَاء بَعدَ تَوَثُّبِ
صالَت وَجَالت حَيثُ زُم َّخِنَاقُهَا
وَرَنَت إِلى الإِفلات كَالمُتَأَهُِبِ
ثُمَّ انزَوَت لَمَّا تَبَدَّى سَوطُهُا
وَكَأَنَّ أَمساً لَم تَعُد أو تَذهَب
والضَّعفُ بِالإنسان كَانَ ولَم يَزَل
أَصلٌ بِفَصلِ أَديمِهِ المُتَقَلِّبِِ
غُضِّي عَن الأيام طَرفَكِ وَاعلَمِي
أَنَّ اِلتِماسَ العُذر حِيلَةَ مُذنِبِ
والفَتل والإِبِرام عَادَةُ خَائِبٍ
خَذَلَ الحَقِيقَةَ بَعدَ عِلمٍ مُسهِبِ
إِن تَرفَعِي عَنِّي المَلَام فَقَد بَرَت
أنَيابُ شَوقَكِ بِي مَخالِب مُغضَبِ
لَمَّا رَأَت بِالصًَدِ حِيلَةَ مُذنِبٍ
طَرَقَ الهَوَى والحُسن لَيسَ بِمُذنِبِ
مَالَت كَمَا الإِطرَاق حِينَ حَسَبتُهَا
شَمسَاً كستها الحُسن سَاعَةُ مَغرِبِ
لَمَّا دَنَت مِنِّي تُتَمتِمُ حُسنَها
سِحراً وَقالَت مَا تَقُولُ لِمُسلَبِ
قَالَت وَقد َأخفَت مَلَامَةَ عَاذِلٍ
هَذا الكَمال وَلِيدُ نَقصٍ مُتعِبِ
فََأجابَهَا دَمعٌ كَأَنَّ عَيونَهُ
مِيزابُ مُزنٍ فَيضُهُ المَتَصَبِّبِ
طَفَحَ المَكيلُ وَكيلُهُ وتَناوشت
أَطَفالَنا عُسلانُ كُلِّ مُخَرِّبِ
أَعضَائُهُ سُحِقَت كَأَن َّجُنَاتَهُ
أَمنَت مِن المَوتُور أَيَّ تَوَثُّبِ
لُعِنَت مَعَايِيْرُ الجُنَاة وَكَيلَهُم
أَطفَالَ غَزَّةَ وِزرَ كُلِّ مُنَقَّبِ
لَم يَرضَ إِلا أَن يَعيشَ بِعِزَّةٍ
فَأَذاقَهُم مِن ذَاتِ كَأسِ المَشرَبِ
فَبَغَوا عَلَى أَطفَالِنا وَنِسائِنَا
فِعَل اللَّئيمِ العاَجِز ِالمُتَرَعِّبِ
عُرفُ الجَبَان مَتى وأينَ تَواجَدَا
قَصدُ الضَّعِيف وَخِسَّةُ المَُتَجَنِّبِ
والفَقدُ يُوجِع والعُيُونُ غَريقَةٍ
والقَلبُ ُيُلظِي جَمرَةَ المُتَلَهِّبِ
وَقُعُودِ ِإخوانٍ كَأَنَّ نُفُوسَهُم
طَمَحَت إِلى الإِذلَال بَعدَ تَغَلُّبِ
وَنِفاقُ ُتجَّارِ الدِّماءِ بِقَولِهِم
حَقُّ الشِفَار عَلَى البَرِيءِ المُعصَبِ
أَوَتَحْسَبُ الإنِسَانَ غَيَّرَ طَبعَهُ
عَن شِرعَةِ المَغْلُوب والمُتَغَلِّبِ
اوقظِ نِيامَ البُله دِينُكَ لَم يَزَل
يَعدُو عَلَيهِ الغَرب بالمُتَعَرِّبِ
فَاشرَع مِن الأَضغَان سَيفَاً مِن دَمٍ
فَتُذِيقُ أَبعَدَهُم بِكَأسِ الأَقرَبِ
قُل لِلجُنودِ غَداةَ قَصفِ بِيُوتِنَا
والمَعْمَدان تَعَمُّدَ المُتَسَبِّبِ
لَا ظَلَّكُم سَقفُ السَّماءَ بِوِسعِهِ
والأَرض تَلفِظُكُم كثِقلِ المُتعَبِ
لَمَّا رَحَى الأَيام نَعدِلُ قُطبَهَا
فَتَدُورَ دَورَةَ طَبعِهَا المُتَقَلِّبِ
وَالنَّارُ تُوقَدُ وَالضَّمائِرُ تَصطَلِي
والحِقدُ يُوغِرُ صَدرَ كَلَّ مُصَوَّبِ
وَمِنَ السَّما يَعلُو النِّداءُ مُبَشِّراً
أَن أَركِبُوا صُهيُونَ أَشأَمَ مَركَبِ
حَتَّى يَرَى الإِذلال كُلَ تَكَبُّرٍ
وَيُتَبِّر الإِعلاءَ كُلُّ مُعَذَّبِ
مِن قَبلِ ذَاكَ اليَوم لَن يَهنَا لَنَا
عَيشٌ و إِلَّا بِتُّ كَالمُتَرَقِّبِ