ضع كتابًا في كل موضع
من يحب شيئًا فإنه يضعه أو صورة منه في كل مكان لكي يتذكره أو يزيد ارتباطه به، ونجد ذلك في توزيع صور من نحب، أو تماثيل ومجسمات للأمور الجميلة في الحياة؛ كالورد والنباتات في جنبات البيت.
وهذا الأمر ينبغي أن يسري على الكتب التي نحتاج أن نضعها في كل مكان في البيت لا في المكتبة فحسب؛ فتكون في الصالة والمطبخ، وفي جميع الغرف حتى في غرف النوم، وفي مقار العمل، وحتى في جيوب مقاعد السيارات لكي يتصفحها من يركبها ويجد بعض الوقت لذلك، وربما تكون دورات المياه هي المكان الوحيد المستثنى من ذلك خشية تلفها.
فالكتب بطبيعتها تعطي طاقة إيجابية تبثها وتوزعها في المكان الذي توضع فيه؛ وتنشر معاني الحكمة والمعرفة حيث تكون. تقول الكاتبة والمذيعة الشهيرة أوبرا وينفري: أحب أن أكون محاطة بالكتب، فهي كالفن بالنسبة لي، أو كقطع التماثيل الصغيرة الموزعة في أنحاء المنزل، تذكرني دائمًا بقوة الكلمة المكتوبة، فمجرد النظر إليها يمنحني أنقى أنواع المتعة.
كما أن وجود الكتب في كل مكان قد يدفع القريبين منها إلى تناولها، وربما الاطلاع عليها أو حتى البدء بقراءتها، خاصة إن توفرت فيها مقومات العمل الجيد مع غلاف جاذب وعنوان أخاذ ومادة عميقة أو مفيدة.
إن وجودها في كل مكان في البيت أو مقار العمل يذكرنا بأهميتها في حياتنا إذا نسينا ذلك، كما أنه يسهل علينا اختلاس بعض الأوقات من أجل القراءة بدل العبث بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز، أو بدل تبديد الوقت على أجهزتنا الذكية التي قد لا تجعل أبناءنا أذكياء إن تجاوز تفاعلهم معها الحدود المعقولة.