القطيف تودع واحد من رموزها المؤرخين
بالتحديد يوم الثلاثاء 04 من شهر رجب 1445 هجرية، رحل عن عالمنا المؤرخ الكبير، الباحث في شؤون الآثار والتراث الأستاذ عبد الخالق الجنبي ”رحمه الله“
رجل العطاء والإبداع والإنجازات العظيمة، وهو من الأوائل ممن ساهموا في نشر الوعي المعرفي والمحوري والذي يحاكي تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى المساحات الكبيرة والإهتمامات المتنوعة التي يمتلكها في الثقافة والأدب والشعر منذ الصغر.
فقيد الوطن، رحل بصمت وسوف تبقى دمعة حزن لا تجف، وحرارة في القلوب لا تنطفي على رحيله.
فقيدنا الباحث والمؤرخ الجنبي، له من البحوث والمؤرخات السخية والتي عمت أرجاء الوطن الغالي منها ديوان أبن المقرب الُعيوني، فهو رحمه الله من رواد الثقافة ورجل العلاقات العامة والتواصل الإجتماعي، في المملكة والخليج والعالم العربي.
الجنبي رحمه الله، إنسان متواضع، يتمتع بروح عالية وإيمان صادق ورآي نافد، وولاء مخلص لوطنه ومجتمعه وعمله، وبالرغم مما يعانيه رحمه الله من ظروف صحية صعبة وخاصة في الآونة الأخيرة من عمره، ألا أنه رحمه الله تميز بحضوره المتألق في ديوانيات ومنتديات الأدب والثقافة والفكر، ملتقى الأهالي، محاوراً ومحاضراً ومفكراً وباحثاً، ندوات راقية ومتنوعة حول الآثار الخزفية، أثار الحجر الصابوني، أثار دلمون في جزيرة تاروت التاريخية وغيرها الكثير، وقد أكد رحمه الله وفي أكثر من لقاء بأن ”القطيف“ القديمة التاريخية تحتوي على المئات من المواقع الأثرية والتراثية، ما هو ظاهر منها وما هو مدفون، ومؤكداً في نفس الوقت بأن ”تاروت“ الجزيرة من أهم مراكز الأثار في المملكة والخليج، وإن التل الذي بُنيت عليه قلعة تاروت الأثرية فيه أثار مهمة وفق الباحثين الغربيين الذين زاروا المنطقة قبل عقود، وطالب ”الجنبي“ رحمه الله أن تتاح للباحثين الفرصة وتوفر لهم المساحة الكافية ليبدعوا في عملهم كباحثين، فالسؤال هل يا ترى سوف تخلد ذكرى جميلة للتاريخ وللأجيال منقوشة تحمل أسمه وفاءً لما قدمه طيلة الخمسون عاماً وأكثر من حياته؟
رحم الله الفقيد، الباحث والمؤرخ الوطني الكبير الأستاذ عبد الخالق أبو عبد الجليل، صاحب القلب الواسع والأخلاق الفاضلة والتسامح، صاحب الإبتسامة المشرقة، لروحه الطاهرة الجنة والخلود في عليين، وللوطن ولذويه ومحبيه عظيم الأجر والمثوبة.