جائزة القطيف للانجاز قتل لإبداعنا... وعليك الاستقالة يا "خباز"
لم أكن أنوي الحديث عن الجائزة بهذه القسوة غير المنفعلة التي قد يجدها البعض في أسفل السطور، خاصة أني غير مشارك في التسابق، بل أن جو ما بعد الحفل والذي لمسته في أدباء وفنانين ومصورين فتوغرافين يجبرني على البوح علنا بما أشعر ويشعرون.
إن كثيرا من الأدباء الذين جلسوا قبلي بصف سعقوا لما شاهدوا علي السليس يفوز، وهو في الـ15 عاما، ووصف آخرون اتقيتهم ما حصل بـ"المهزلة القاتلة لإبداعهم"، فحين شاهدوا أبن الـ15 ربيعا يتوج عليهم، وهم (أعني الشعراء المرشحين) من أصحاب الأسماء المعروفة، شعروا بالإهانة، خاصة أن بعضهم حقق إنجازات على الصعيد الشعري.
ولعلي أجد لغضبهم ما يبرره، فالمسألة هنا ليست قضية فائز ومهزوم، بل أنها أكبر من ذلك بكثير، فهي تتجلى في "لجنة التحكيم" التي تأتينا بآرائها من خارج حدود الوطن، وكأن الوطن ليس فيه كفاءات تستطيع أن تحكم في شتى فروع الجائزة، كما أن المشارك لا يعرف أي معايير مهنية يتم من خلالها اختيار الفائز. إن الفائز المعجزة في بعض الحيان، وكما رأينا السليس (15 عاما) على أدباء، بينهم شعراء لهم تجربتهم الممتدة عبر الزمن نضوجا يستدعي أن نسأل رئيس الجائزة الإداري سعيد الخباز عن ما هية الرواية "العبقرية" التي حققت المركز الأول رغم وجود منافسين أشداء جدا، وينبغي لنا أن نطالب بنشر الرواية على موقع الجائزة في الحد الأدنى؛ كي يطلع الناس عليها ويروا بأنفسهم مدى قوتها ونضجها الأدبي الذي أدى لاختيارها وإظهارها بقوة للضوء، ولن أكون هنا مثل شخص ما حضر الحفل فقال لي أعطي إياها لأنه صغير وهذا من باب التشجيع له كي يستمر في التقدم الأدبي، بل سأفترض في "الروائي القادم بقوة" العبقرية، لكن سأجد نفسي مصدوما، إذ أن العام الماضي شارك بنفس الرواية لكن لم يعرها أي أحد اهتمام، فلو كانت ملفتة لتفوز لماذا لم تفز العام الماضي...(سؤال مشروع جدا)، والأجوبة عليه قد تكون بسيطة أو معقدة، فمنها أن لجنة التحكيم العام الماضي كانت عمياء لم تستطع أن تستوعب ما بها، ففاز الشاعران الصديقان محمد الحمادي، وياسر الغريب، أو أنها رأت أن الفتى في ذلك الوقت كان بعمر صغير جدا رغم تفوقه 14 عاما، أو أن اللجنة كانت ضعيفة وتم استبدالها في العام الحالي... لا أحد يعرف لأن إدارة الخباز غير شفافة مع الناس في آلية اختيار لجنة التحكيم.
وعلى رغم كل ما تقدم من تساؤلات، إلا أني قد أجد جوابا بسيطا في نظري، إذ يكمن في سوء إدارة الخباز؛ لأنه يصر عن قصد وتقصد دكتاتوري تمشية الجائزة وفقا لما يراه مناسبا، فهو لا يرد فصل الرواية عن الشعر، ولا يريد فصل التصوير الفوتوغرافي عن الفن التشكيلي، ما ينشئ حالة "قتل الإبداع" في محافظة القطيف التي تستهدفها الجائزة.
ويسرني هنا أن أعلن أيضا أني ورغم كوني غير مشترك في الجائزة لهذا العام بسبب التخبط الإداري فيها، أن أقول أني تابعت قصة حزينة، فالشاعر محسن الزاهر قدم أوراقه كما هو مطلوب، ولم يتصل به أحد حتى بادرت شخصيا واتصلت لأحد مسؤولي الجائزة، فالتصل به، كان الشاعر يشعر بالقلق لأن من تقدم بعده تم الاتصال به وهو كان مركونا، هذا تصرف مسيء يا أبا رمزي وعليك أن تعتذر قبل أن تغادر موقعك إن كنت فاعل.