تأثير الكتب الرديئة
هل يمكن أن يكون للكتب الرديئة تأثير في القُرّاء؟
قبل الإجابة عن هذا التساؤل نُعرّف هذه الكتب بأنها الكتب كثيفة الصفحات ضحلة الأفكار والمعلومات، أو أنها سيئة الصياغة والعبارات، أو أن قارئها يخرج منها صفر اليدين أو تحت الصفر؛ بناء على إضاعة وقته وخروجه منها بمزاج متعكر.
وعودة إلى سؤال الكتب الرديئة؛ فالإجابة نعم ولا في نفس الوقت؛ فتأثيرها سيئ في القارئ لأنها تخرب ذائقته إذا كانت صياغتها ومفرداتها سيئة، بل إنها قد تدمّر لغته حينما تورد أخطاء إملائية متكررة يعتقد القارئ حينها أنها الكتابة الصحيحة. كما أنها حين تصاغ بأسلوب رديء تصبح مثل الأحاديث المملة من شخص ثرثار غير مرغوب فيه، ينتظر جُلّاسه أن ينتهي من حديثه. وقد تصيب بعض هذه الكتب القرَّاء بالغثيان وبردة فعل سلبية تجاه الكتب والقراءة عامة، وهي أسوأ ما قد يحصل للقراء.
لكن الكتب الرديئة يمكن أن تكون ذات فائدة حين تتعرف عبرها على هذه النوعيات السيئة من الكتب لكي تتجنبها مستقبلًا وتقوي ذائقتك النقدية؛ ”فكل كتاب تقرؤه يعطيك درسًا أو دروسًا، وفي كثير من الأحيان تعلمك الكتب السيئة أكثر من الجيدة“، كما قال الروائي الشهير ستيفن كينغ. وربما كانت فائدتها للكُتّاب أكثر من عموم القراء؛ حين يكتشفون سلبياتها فيتجنبونها حين يكتبون.
وخلاصة القول هي أن تستمر في قراءة الكتب، ولا بد من المرور بالسيئ منها، كما يحدث عندما تمر بمدن سيئة دون أن تتوقف عن السفر، وتأكل أطعمة سيئة فلا تتوقف عن الأكل، وتصادق السيئين فلا تهجر الجميع. وكما قال غونتر غراس: حتى الكتب السيئة هي كتب، ولذلك فهي مقدسة.
* ستعرفُ أنك قرأت كتاباً جيداً عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقاً. بهجت سمعان