التفكير الإيجابي وقود النجاح
كثيرًا ما ينبش الأقارب والأصدقاء في سلبيات الماضي، عند أوّل وهلة خلاف؛ لهذا ننصح؛ لا تنبش القبور، واجعل ذكرياتك سعيدة، عالج اللحظة دون اللجوء إلى عيون الجاحظ الاستطرادية، عش لحظتك ولا تستدعِ إلا ما هو خير.
إنّ استجلاب المواقف السلبية خط أحمر، استجلب ليومك الصفاء والنقاء، وانطلق في حياةٍ سعيدةٍ متفائلة، ولا تبعث الذكريات الميتة المقيتة من لحودها، اتخذ قرارك الصائب، وانتخب الحميد المحمود، ودع حياتك رائعة مشرقة، ضع أصبعك على زر القرار، وقل: لا لاسترجاع جثث الذكريات السيئة من قبورها، فلترقد المواقف السلبية في مراقدها بسلام.. ولا تفتح على نفسك بئر التشاؤم والحظ السيئ.
يحكى أن فأرًا تحدى أسدًا، وقال له: أنا أستطيع قتلك في غضون شهر واحد، قَبِلَ الأسد التحدي، وقال له: وأنا بدوري سأقتلك بعد انتهاء هذا الشهر إن لم تقتلني، في الأسبوع الأول لم يعبأ الأسد بحديث الفأر الصغير، لكن المخاوف تسللت إليه في الأسبوع الثاني، وتفاقمت الأزمة في الأسبوع الثالث، أما في الأسبوع الأخير، فتقدم الفأر مع حيوانات الغابة، ليشاهدوا الأسد ميتًا كما أخبر الفأر.
هذه الحكاية رمزية، فلا تكن أنت هذا الأسد المسكين الذي وقع ضحية هلوساته وهواجسه حتى مات، استفتح كل خير، وإياك ونعيب التشاؤمات والإخفاقات، ركز على أهدافك واستحضر النجاح.. يقال إنّ في هذا الكون طاقة استجلاب، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فلماذا لا تجرب لنفسك حظك السعيد بإطلاق فقاقيع الذكريات البهيجة؟. اطرق باب المواقف المبشرة، واروِ قصص سعادتك ونجاحاتك، ولا تُدِر المفتاح في أقفال الشر، فقط فكر في الإيجابيات تكن فردًا إيجابيًّا.. الأفكار معدية، فلماذا لا تخلق لحياتك أجواء الأنس والارتياح؟.
تحتاج في مسيرتك اليومية لاستخدام الكوابح، وممارسة تقنية النكوص عن كل ما هو سلبي، اقلب الصفحة المؤلمة من ذكرياتك، وتحدث عما يثير فيك الأمل والتفاؤل والإشراق.. لماذا نتحدث عن الرسوب، ونذر وراءنا ابتهاجات النجاح؟ ضع نصب عينيك الفوز، ولا تستحضر الخسارة.
قيل إن التفكير الإيجابي يستجلب الخير، وكثير من الناس يذكرون في مجالسهم شخصًا فيرونه أمام أعينهم مباشرة، بعضهم يتندر، ويقول: ”لو ذكرنا مليون ريال، هل سيهطل علينا؟“، ونقول لك: جرب ما تتمناه، واترك ما لا ترجوه وراء ظهرك.
تخلص من نسبة التشاؤم التي تتعملق في داخلك، وقرر انتزاع سلبية واحدة من حياتك كل يوم، لتتخلص من كل السلبيات ذات يوم!. إن التخلص من السلبيات يحمل معه إحلال البدائل، لهذا استبدل بالسيجارة السواك، على سبيل المثال، واكنس العادة السلبية بإحلال الإيجابيات، وتفطن للسلبيات الخفية؛ فالصينيون كرسوا جهودهم في بناء السور العظيم، إلا أنّ اللص دخل من الباب حين كان الحارس خائنًا، ولم يتكبد عناء التسلق!. لهذا، توثق من النزاهة، وتحقق من سدّ الثغرات.
لكل بيت أثاث، ولكل مزرعة بذار، والشخصية المتميزة كالبيت الجميل والبستان الرائع، فما الذي تحتاجه لتأثيث شخصيتك وإنضاج ثمار عطاياك؟ إنك تحتاج إلى صفات وسلوكيات تقودك إلى المطامح، وترقّيك في سلم التميز والنجاح، وإليك أهم العتبات: التخطيط، الثقة، الدافعية، التواصل، القيادة، التفاؤل، الإصرار، المرونة، التواضع، والإبداع.. وإن أغلب الناجحين يتحلون بهذه السمات، فابذرها في مشتل بستانك، لتجني الثمر.
من يلاصق الورد يتعطر بشذاه، والعطّار تفوح منه رائحة المسك، قد يأتيك ابنك الصغير أو ابنتك بكتاب مصور، يريد منك أن تحكي له حكاية أو تسمي له الصور، فلا تتجاهل هذا الإقبال منه وإن كنت مشغولًا، حتى لا تقتل فيه روحه الإيجابية ومحبته للتعلم، عوّد نفسك نشر الإيجابيات، وافتح لك دكانًا توزع فيه البسمة والسعادة على كل المحيطين بك، افتح الآن مشروع الحديث الحسن، حتى إذا كانت الحياة تعيسة.
أوقد شمعة وتفاءل بالخير، ألم يحدث لك الفرج ذات مرة؟. تفاءل، لعل الفرج يأتي بعد دعوة وغفوة، كما حدث للكليم حين جاءته إحداهما تمشي على استحياء.
افتح أبواب السعادة بالتفاؤل والاستبشار والابتسامة، أشعل شعلة شمسك الباطنية، وأطلق شروقك على الجميع، وانشر طاقة التفاؤل، ولتشع روحك بالسعادة. القرار قرارك، والأمر إليك، فلماذا لا تطرق الباب الذي تريد؟ وتذكر جيدًا أن الأبواب تفتح لمن يطرقها، فتفكر أي الأبواب تقصد قبل الطرق.
كن كالنحلة الطيبة تمتص الرحيق لتصنع العسل، كن طيبًا وإيجابيًا وامتص كل الطيبات والإيجابيات التي من حولك، كما تمتص الإسفنجة الماء والمحاليل.. يحكى أنّ ولدًا كان يسمع حديث أمه، قالت له الأم ذات يوم: يا بني إذا كنت جنديًّا فكن جنرالًا، وإذا كنت معلمًا فكن وزير التعليم. يقول الولد: لكني لم أكن هذا ولا ذاك، لأني كنت رسامًا فأصبحت بيكاسو.
إن قوة التخيل تستجلب الأفكار وتستحضر النجاح، فاستخدم فكرك كمغناطيس يجذب برادة كل ما يقودك إلى أهدافك وأمنياتك.. ومن حام حول الحمى أوشك على الوقوع فيها، لهذا ابتعد عن كل سلبي وحلق مع نوارس النجاح!. استعن باللاشعور ليدر عليك المنافع، فالشتلات الغضة لا ينقصها إلا وابل المطر لتنمو، وكذلك مزرعة نجاحك، لا ينقصها إلا غيث الأفكار النيرة، فإذا ظفرت بالقوس والنبل فشد الوتر، وأحكم رميتك.. لا تفكر تفكير الفقراء، وفكر كما يصنع الأثرياء لترث جرار الذهب، فالتفكير الناجح هو الذي يبني مدينة الأحلام.
باختصار، أنت صناعة فكرك، والصورة الذاتية التي ترسمها لنفسك تتحقق، لهذا لا تحبس عصافير كلماتك الطيبة في قفصك الصدري.. أطلق طيور قلبك لتغرّد بكلّ خير.