المطلوب إبداع

في أحد الاجتماعات التي غلب عليها التوتر، بدأ مدير الشركة مستاءً من تراجع إنتاجية الموظفين. بوجه صارم وصوت يحمل حدة الإصرار، قال: ”علينا أن نجتهد أكثر في عملنا. لقد تراجعت الإنتاجية بشكل ملحوظ، وفي هذا الاجتماع أريد حلولًا جذرية، لا مكان للمراوغة.“

ساد الصمت للحظة، ونظر الموظفون بعضهم إلى بعض وكأنهم يبحثون عن كلمات مناسبة. قطعه أحدهم قائلاً بثقة: ”نحن نعمل بكل طاقتنا. إذا كنت تريد إنتاجًا أكبر، لماذا لا توظف أفرادًا جددًا؟“ وتبعه آخر قائلاً: ”يمكننا العمل ساعات إضافية، ولكن بشرط أن تزيد رواتبنا.“

بدأت الاقتراحات تتوالى من كل زاوية، بينما المدير يراقب بصمت، تتقاطع في ذهنه الأفكار مع الإحباط.

بعد صمت ساد أجواء ذلك الاجتماع قال المدير: ”لماذا تظل أفكارنا محصورة داخل هذا الصندوق؟ لماذا لا نفكر خارج الحدود المألوفة؟ نحتاج إلى حلول مبتكرة!“

رفع أحد الموظفين يده بهدوء وقال: ”سيدي المدير، أرجوك أن تهدأ قليلاً.“ ثم أضاف بابتسامة: ”أنت محق تمامًا، فنحن اليوم نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإلكترونية. ربما يجب أن نبدأ من هناك.“

لمعت عينا المدير بابتسامة راضية وقال: ”اقتربت من الفكرة... أحسنت!“

ابتسم الموظف متحمسًا وأردف: ”صحيح، الفكرة وإن جاءت متأخرة، إلا أنها ستكون نقطة تحول مهمة. دعونا نفكر في تصميم تطبيق إلكتروني يمكّن المستهلك من طلب أي خدمة تقدمها شركتنا بسهولة.“

تملكت الحماسة الأجواء، وصفق المدير قائلاً: ”رائع! هذا هو النوع من الأفكار الذي نحتاجه.“

بدأ الموظف يشرح تفاصيل التطبيق ومزاياه، مستعرضًا كيف يمكن أن يغير هذا المشروع مسار الشركة وينقلها إلى مستوى جديد. كان الجميع يستمعون بانتباه، وقد بدت على وجوههم ملامح الحماس والطموح، وكأن تلك اللحظة أضاءت الطريق أمامهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

  • كيف نبدع في تخصصنا؟

الإبداع هو موضوع كبير قد كتب عنه الكثير، فربما سمعت عن كتاب العقل الإبداعي، أسرار المبدعين، وتفعيل الإبداع، وغيرها من الكتب.

لا أريد في هذه المقالة التفصيل حول هذا العنوان وإنما أريد أن أشير إلى بعض النقاط التي يمكن من خلالها أن نبدع بطريقة ما في تخصصنا أو عملنا.

الإبداع في التخصص يعتمد على السعي لتطوير نفسك باستمرار والعمل بذكاء وشغف.، إليك بعض النصائح التي تساعدك على الإبداع:

1. الإلمام العميق بالمجال

اطلع على كل ما يخص تخصصك، من نظريات وممارسات وأحدث المستجدات.

تابع المجلات العلمية أو المهنية المتخصصة.

استثمر في تعلم المهارات المرتبطة بتخصصك.

2. احضر دورات تدريبية وورش عمل.

طور نفسك من خلال قراءة كتب جديدة ومتابعة محاضرات أو مقاطع فيديو تعليمية.

حضور المؤتمرات والفعاليات يمكن أن يفتح أمامك أبوابًا للأفكار الجديدة وفرصًا للتعاون.

3. الاهتمام بتطوير مهاراتك الشخصية

مهارات مثل إدارة الوقت، التفكير النقدي، والعمل الجماعي ستعزز إبداعك ونجاحك.

4. مارس عملية التفكير الإبداعي

لا تتقيد بالطرق التقليدية لحل المشكلات.

حاول البحث عن حلول مبتكرة واختبر أفكارًا جديدة.

5. الممارسة والتطبيق

مارس ما تعلمته يوميًا وحاول تطبيق الأفكار النظرية على أرض الواقع.

قم بتنفيذ مشاريع صغيرة أو ابتكار حلول لمشاكل تواجهها في عملك.

6. البحث عن الإلهام

استفد من قصص نجاح الآخرين في مجالك.

جرب متابعة أعمال مبتكرة أو أفكار مختلفة يمكن أن تلهمك.

7. بناء شبكة علاقات اجتماعية مع الملهمين والمبدعين

تواصل مع محترفين وزملاء في نفس المجال.

8. استخدام التكنولوجيا

استغل الأدوات والتطبيقات التي تجعل عملك أسرع وأكثر كفاءة.

تعلم استخدام برامج أو تقنيات متطورة في مجالك.

تذكر أن:

الإبداع يحتاج جهدًا واستمرارية، ومع العمل الدؤوب والشغف، يمكنك أن تصبح متميزًا في تخصصك.

وتذكر أيضاً: إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته، فأنت لن تتقدم أبداً.

أخصائي التغذية العلاجية