غيبوبة

 ــ :" أيها القابع خلف طاولتك . قبل أن يمتد طرفك إلى قلمك وتقترب أصابعك من الإمساك به، عليك بإسباغ الوضوء، وتطهير جسدك من الأدران والشوائب العالقة به.
أما روحك فسوف أتكفل بشأنها.

لست كواحدة من اللواتي تتلاعب بمشاعرهن وتذيقهن معسول الكلام لتستمتع بغنجهن وجمالهن الفاتن لتبلغ لذتك أعلى درجات عنفوانها حين تمارس عليهن أدواراً عديدة لا تمت إليك بصلة فتصيرهن هائمات ،متيمات بك لا طاقة لهن على التفريط في رضاك والإكتواء بلظى نيران غيابك.

أفق من غيبوبتك اللعينة قبل أن تقتادك إلى لجج الأوهام وتقذف بك في أتون الجحيم .

محدثتكَ هي إحدى بنات أفكارك، قد تجرعت غصصاً جراء تجاهلك السافر لكل ما ينبعث منها من رؤى ونيلك البغيض من كبريائها وشموخها.
ورغم غلظتك لا زالت متسمة برباطة الجأش وقوة الإرادة،

هل تعيد ذاكرتك قليلاً إلى الوراء وتتذكر نعتك لها بأبشع الأوصاف وتقليدها أوسمة التخلف والرجعية مبدياً استخفافاً مهيناً بها!!
لكنها مع ذاك ظلت متمسكة بأملها الرقراق وعهدها الذي قطعته على نفسها بأن تنتشلك من أوحال الرذيلة ومستنقعات الغواية
لتعيدك سيرتك الأولى المزدانة بالنقاء

يقينها لا يدنو منه ريب بأنك جدير بكل ما هو عذب وجميل، فأنفاسك الزاكية لا تستحق أن تضرج بسفاسف الحياة.
 
فهلا مددت يدكَ وأسلمتني زمام أمرك لتمسي( كما هي صورتك دوماً في مخيلتي) الرجل الأنيق ذا التميز الذي لا يضاهى في ألقه وتوهجه وصفاء سريرته"؟
( بصوت متهدج وقلب منكسر) :

ــ لكِ ما ترغبين يا سيدتي.

* قاص وكاتب/القطيفـ. القديح*