تقمص الأحياء للموتى

شاعرة سلامة جعفر
مثقلٌ بالحنين تطل  من النوم ،
 مثقلٌ كقلب المهاجرِ /
 كوجهِ شتاءٍ يطل على الأرض بالأسئلة
تلمّسُ  وجهكَ ، تتذكَّر ، كم عمرك قبل  النوم ؟
هل نمتَ طويلاً ؟
هل كنتَ خفيفاً مثل فراشة؟
إذاً لماذا لا تحلمُ ؟
تنهضُ ، تنظرُ في المرآةِ ، فراغُ الفجواتِ السُّودِ و تحتَ الفجواتِ سواد !
هل كان كذلك قبلاً؟
هل كان الوردُ الذابلُ يتدلى من شرفةِ خديكِ ؟
تتنهد و تغيبُ طويلاً في صمتك
تتأكد من عدد الشامات ، هل زادت أخرى؟
 لا ، ليست شامة ، خدش منسي و لفرط تمنّعِ إحساسك لم تشعر به !
ترخي وجهك ، لا شيء تطيل تصفحه
أنتَ الآن حزينٌ جدًّا و وحيد
 ، تفترض العالم ، كلُّ العالمِ كرسياً واحد _ لا حاجةَ للتثنيةِ الآن _ فالتثنية تتواطأ و الوحدة ضدك
 تتعمد أن تهملَ شعرك ، أجعدَ منكوشاً
تنسى ، أو تتظاهر بالنسيان فلا تتأنق ، تهمسُ في سرّك : لا تفعل ؛ إياك  أن تفسد موتك
تأخذُ نفساً ،
تتخيل كمن يتذكر
الموتى في بيتٍ واحد ، ذي غرفٍ شتى
كلُّ يجمعُ أشياءهُ في صندوقٍ أحمر يتقن إخفاءه
حين يجّن الليل يفردها قدامه
يتفقدها شيئاً شيئاً كمن يتفقد أطفاله
الموتى أحياء أكثر من عازفِ عودٍ يحسن تدليل الأوتار
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
قارئة
[ السعودية - أم الحمام ]: 15 / 10 / 2010م - 1:57 ص
ما أعذب هذا التقمص!
حين يعيد الذات ذات لهفةٍ في قراءة
عذبةٍ للتكوين الأول ..

دام لك هذا الإبداع
2
أبو حمدي
24 / 10 / 2010م - 7:23 م
منذ فترة لم نقرأ للمبدعة شيئاً

فخر لأم الحمام هذه الشاعرة

التي تطير بأكثر من جناحين في عالم الخيال

بنصوصها الراقية السامية

دامت شاعرة للكل