في السياحة أو الثقافة أو الأمانة أو رعاية الشباب
أين ننمي مواهب أبنائنا
تعتبرالمواهب الفنية الفتية هي نواة المجتمع المبدع ، ونواة لجيل قادر على الإستفادة من طاقاته ، وعدم هدرها بمغريات العصر ، ولايمكن أن نبني طموحات الموهوبين دون التفكير في خلق بيئة تتناسب مع طبيعة هذه المواهب ، وهنا لاأقصد الموهبة الفنية في مجال الرسم والتلوين فقط بل في جميع مجالات الإبداع الفكري .
لذا تعتبر أهمية المراكز الثقافية للموهوبين من الضرورات والمهمات للرقي بالمجتمعات وبالثقافة والفنون في جميع الدول ، سواء المتقدمة منها أو النامية ، وإنشاء قاعة للعروض الفنية والمحاضرات الثقافية والصحية والتربوية ، للنهوض بالذائقة الحسية والبصرية والمعرفية مطلب حضاري وتنموي لثقافة هذه الأرض الطيبة ، التي تزخر بعطاء أبنائها المبدعين .
وحينما نتحدث عن أهمية وجود مراكز لاحتضان الموهوبين ، فإننا ندرك تماماً بأن نسبة كبيرة من الموهوبين لايجدون مكاناً يلجئون إليه لتنمية مهاراتهم ، بل لايوجد مراكز تحتضن المبدعين وتعزز فيهم روح العطاء ، ولأن المراكز المتخصصة لدعم الموهبين بعيدة عن آلية منظومة العديد من الوزارارت ذات الشأن ، فلا نعرف من هي الجهة التي من الممكن أن نلقي عليها هذا الطلب ، علماً بأن مثل هذه المراكز تنقسم في رعايتها بين الدول ، لوزارتين ، البعض تحت رعاية وزارة الثقافة والبعض تحت رعاية رعاية الشباب .
ويستحق أبنائنا الموهوبين ( أولاد وبنات ) الاهتمام بتوفير مراكز في المنطقة تليق بمستوى طموحاتهم وطموحاتنا ، وبما أن المنطقة الشرقية واجهة حضارية وسياحية تزخر بالعديد من أوجه الحضارات و الواجهات البحرية المؤهلة باستقطاب العديد من السياح من داخل المملكة والخليج العربي ، وكذلك بالمبدعين والمثقفين والمخلصين ، نطمح من مجلس التنمية السياحية والمجالس البدية العمل على تخصيص مساحة في الوجهة البحرية بكورنيش الدمام والخبر والقطيف والجبيل لبناء مراكز لراعية الموهوبين ، وتكون بمثابة الواجهة السياحية لزوار المنطقة الشرقية ، تضم بين جنباتها متحفاً دائماً لأعمال الفنانين في المملكة ، ومركزاً لتدريب الموهوبين ، واستضافة بعض الفنانين المميزين من المملكة والعالم للتعريف بالمنطقة سياحياً وثقافياً ، ولعلي أتأمل خيراً في أمانة المنطقة الشرقية بأن تخصص في الواجهة البحرية بكورنيش الدمام والقطيف والخبر مساحة لتبني هذا المركز ، ليكون مقصداً لجميع المبدعين والزائرين للمنطقة الشرقية .
ومتحف الفنون هو بمثابة تجديد الروح لبناء مستقبل مشرق للفنون والثقافة المحلية ، الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والخط العربي والزخرفة والحرف الشعبية تجتمع تحت سقف واحد ، وفي قلب المنطقة الشرقية ، والمركز كفيل بتحقيق نشاط غير اعتيادي ، وسوف يستفاد من القاعة للمهرجانات السياحية ، والوطنية على مدار العام ، وسوف يضم المركز مرسماً لتدريب الموهوبين ، وتدريب الحرفيين في برامج عدة تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار مشكورة بتنميتها ضمن برامج توطين الحرف وما شابه ذلك ، خاصة في ظل تزايد اهتمام المجتمع بتنمية المواهبين والموهوبات ، وسوف يكون وجود مثل هذا المركز فرصة لخلق هذا الجانب الحيوي والمهم في تنمية مجتمعنا ، ومن المتوقع أن يكون معلماً سياحياً بارزاً ، مكان يرتاده أي زائر للمنطقة ، وبالتأكيد سوف تضم هذه المراكز مكتبة ومقهى أنترنت ، وحديقة جميلة بها شلالات يستمتع بها الزوار ، ويسترخي فيها المتعبون من رتم الحياة الاعتيادية ، وتزدان بالورود وتغريدة العصافير الجميلة .
وتبقى هذه الطموحات مرهونة بمدى قناعة الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمانة بأهمية هذه المراكز ، وأهمية الثقافة والفنون في السياحة المحلية ، فالثقافة البصرية تستحق منا الرعاية والمبادرة بتحقيق طموحات أبنائنا الموهوبين ، والزوار والمصطافين في المنطقة ، وبالتالي يكون مشروع وطني في جميع مناطق المملكة العربية السعودية .
وتكون مراكز الموهوبين مكاناً مشعاً ، يستطيع أي مبدع الاستفادة منه متى ما كان قادراً على العطاء ، ومتحفاً للفن المعاصر ، ومركزاً سياحياً يرتاده الزوار .