الشر أقشر" .. كوميديا تنتقد المظاهر الاجتماعية السلبية

شبكة أم الحمام

 

كان واضح الإلمام الكبير لدى المخرج ومجموعة الممثلين بمصادر النص وكأنهما نقاد مسرح، وهو ما أسس لعملية الأداء الجيد بالنسبة للممثلين بالإضافة الى تمكنهم من الأداء القوي والرجولي على خشبة المسرح وكان ذلك واضح في الحركة السريعة للممثلين والانتقال السلس من مشهد الى أخر بالإضافة الى الحفظ الدقيق للنص وكأنهم إبطال موسيقيين يقدمون للجمهور قطع موسيقية رائعة.

على هامش مهرجان صيف ارامكو السعودية الثقافية 2011م،  قدمت جمعية الثفافة والفنون بالدمام مساء السبت عرض "الشر اقشر " من أخراج ياسر الحسن وتأليف عبدالباقي البخيت وبطولة مجموعة من الممثلين السعوديين منهم جعفر الغريب وعبدالباقي البخيت ومعتنز العبدالله وسلمان زبيل وجراح الدوسري ، وكانت الفكرة تتمحور حول بعض المظاهر والسلوكيات الاجتماعية في قالب ساخر وكوميديا يعالج سلبياتها ويعزز من ايجابياتها ولكن عندما يطغى الطمع والجشع على الطيبة والقناعة يكون الشر..أقشر..

كان واضح للجمهور وفي نفس الوقت لم يكن مفاجئا بالنسبة لهم وهم أمام

نخبة من الممثلين يقدمون عرض نستطيع أن نطلق عليه متكامل من حيث الفكرة  وكيف يكون الشر  وما ينتج عنه، الشخصيات ودوره في العرض وتوضيح حركتهم وصراعهم والتقلبات النفسية أثناء العرض،  الحوار وهو أحد أهم عناصر العمل المسرحي والذي من خلالها تتضح الشخصيات وطبائعها ومكنوناتها ، وهو الكلام الذى تقوله الشخصيات على خشبة المسرح.

كان واضح بالنسبة للممثلين امتلاك القدرة التعبيرية عن الحالة بالتجسيد الأدائي وكان ذلك دليل الخبر والتمرس الكبير والمخزون الفني الذي يمتلكه الممثلين، وهو ناتج عن كثرة الممارسة والتي بالتأكيد تقدم ممثل يمتلك وعي ونضوج مسرحي أمام الجمهور، والممارسة هي احد وسائل الإتقان والعمل الجيد يكون الناتج عمل متقن.

 كان لكل ممثل إبعاد لشخصيته ودوره وكذلك طريقة تعاطيه الحدث في العرض وكان لكل شخصية  حوار ووضوح الهدف من وجوده على ارض المسرح، وان كان يوجد تنافس على الخشبة بين الممثلين فكان ذلك لصالح الجمهور الكبير الذي حضر  ليحصل على عرض كما قلنا متكامل ومتميز يجبره على التصفيق بقوة ما بين المشهد والمشهد والحوار والحوار.

بحق كان الممثلين مبدعين باستخدام أجسادهم وأصواتهم بالإضافة الى الميزات النفسية ولذلك لم يكن هنك فصل ما بين الموهبة والإبداع وربما ساعد الممثلين هي حالة التفاهم ما بين المخرج والمؤلف، لذلك كان واضح التفاهم الكبير ما بين المخرج والمؤلف ومن أسباب التفاهم اعتقد هو ان المخرج هو كاتب مسرحي وممثل وهو ما ينطبق أيضا على المؤلف، وهي مسألة تريح الطرفين في تقديم عرض مميز للجمهور حتى وان كان العرض على فترتين يفصل بينهم ساعة يكون العزم والتأكيد على ان يكون العرض القادم أفضل، فالجمهور الكبير الذي حضر يستحق أن يبدل  كل الممثلين أفضل ما لديهم  فكل الطاقم لا تنقصه لا الخبر ولا التجربة او التذوق، لذلك كان تبادل الوضع ما بين الجمهور الذي يحضر لممثلين كبار والممثلين يقدمون امام جمهور كبير ومتميز.

 وتحدث مخرج العرض ياسر الحسن والذي يؤكد بأن اخراج العرض اتاح له فرصة الاحتكاك مع ممثلين كبار لهم تاريخه في المسرح السعودي مثل جعفر الغريب وعبدالباقي بخيت وغيرهم وبالتاكيد سيعود على كمسرحي ومخرج بالفائدة المستقبلية.

وفيما يخص مهرجان صيف ارامكو قدم الحسن جزيل الشكر والامتنان لشركة ارامكو والتي  اثبتت  دوره الكبير في دفع الثقافة  بكل اشكالها والمسرح احد الاشكال وهي خطوة من خطوات شركة ارامكو السعودية وبالدور الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واتمنى ان يستمر هذا المهرجان كل عام خاصة وان دور ارامكو واضح في دفع الثقافة والمثقفين وخاصة المسرحيين.