الارتقاء بالتفكير.

 

في مسيرة الحياة يعترض الفرد ممرات ضيقة وأخرى وعرة يحتاج مهارة وقدرة فائقة لكي يتمكن من العبور خلالها دون أن تمسه بسوء، هذا العبور السليم يحتاج إلى أن يكون الفرد مدركاً لهذه العقبات ولطرق التجاوز حتى لا يقع في شباك عقبات أكبر بسبب سوء تصرفه مع العقبة الأولى .

والإدراك يعني أن يكون الإنسان قادراً على تحليل المواقف والأمور التي تصل إليه من خلال حواسه الخمس والتعامل معها وفقا للتحليل السليم، إدراك مرتكز على ما يحمله في مكنونه من معرفة بالأمور .

من هنا نقول إن الإنسان يحتاج إلى قدر كافي من الإدراك الحسي والمعرفي اللذين يصلان به إلى مرحلة الوعي ، هذا الوعي يخدم الإنسان بشكل فعال في تسيير أمور حياته .

حيث سيظهر جلياً في سمات شخصيته وقدرته على تجاوز العقبات، وعندما يكون الفرد على قدر من الوعي فإن ذلك له دور فعال في المحيط على الطابع العام للمجتمع، حيث سيكون المجتمع أكثر رقي وحضارة، وبالتالي يتطور تفكيره ووعيه إلى مستويات أعلى.

ويخطئ البعض حين يظن أن الوعي هو أن يجمع الفرد أكبر قدر من المعلومات التي يسردها في المحافل والتجمعات البشرية، دون أن يكون لهذه المعلومات أي تأثير ملحوظ على ما يبدر منه من تصرفات وسلوكيات مع ذاته ومع المجتمع المحيط.

فالبعض له القدرة على اكتساب الكثير من المعارف لكنه ــ للأسف ــ لا يجيد توظيفها في جوانب حياته، وهذا يبرر ظهور البعض بمظهر الجهلاء الذين لا يجيدون التصرف في المواقف الحرجة ، رغم مستوياتهم العلمية المتقدمة.

كما يربط البعض الآخر الوعي بالدراسات والتحصيل العلمي، في حين أن مصادر المعرفة والعلوم تنوعت وتعددت في زماننا الحالي ولم تعد قاصرة على فئة معينة من الناس.

ختاماً أقول...

يحتاج مجتمعنا إلى المزيد من الوعي لأفراده لكي يتحقق له النهوض نحو القمة ولكي يكون الطابع العام للمجتمع حضاري برقي أفراده وهذا يظهر جلياً عند إمعان النظر في سلوكيات الفرد الواعي بدءاً من كلماته ومروراً بسلوكياته وختاماً بتصرفه المناسب في المواقف المختلفة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زهراء سعيد
[ أم الحمام - القطيف ]: 13 / 8 / 2011م - 8:54 م
إنَّ الوعي، بمصداقه الكبير والعظيم، هو هو الوعي الذي تحدثتي عنه ها هنا بكلِّ بساطة، بأنه ليس " المعرفة " بحدِ ذاتها، وإنما هو جمعٌ من المعرفة والسلوك المرتبط بها.
وكم نحن بحاجة إلى كميةٍ كبيرة من هذا الوعي في مجتمعاتنا حتى نحصل على الحضارة والرقي المطلوبين
شكرًا لكِ أيتها الريم