ليلة قرقيعان ارامكو تصيغ عقد المحبة والألفة والجمال
18500 زائر في ليلة القرقيعان
في ليلة بهيجة أكتمل عقد الجمال فيها عندما تقاطر أهالي المنطقة الشرقية لتكون وجهتهم أرض مهرجان أرامكو السعودية الرمضاني التي تبلغ مساحتها قرابة الخمسين ألف متر مربع تعتلي ربوة في أعالي مدينة الظهران وسط منظومة خدمية راقية فاقت الوصف قدمتها أرامكو السعودية بكل حب وتقدير للزائرين خاصة في هذا اليوم الذي أحتضن عادة اجتماعية قديمة يتلهف الجميع لحضورها أنها ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك والتي تسمى ليلة "القرقيعان"، وصل عدد الزائرين فيها الى 18500 زائر.
جاءوا والأمل يحدوهم بأن يدخلوا بسمة وبهجة تتجسد في دواخلهم قبل أبنائهم وأطفالهم جاءوا حقيقة يحملون معهم الحب والجمال في الأخلاق والألفة ونبذ الفرقة والخلاف نفذوا وراءهم كل مشاعل الحياة وجبروتها وشاركوا أبناءهم في إحياء هذه الليلة التي طالما لن ينسوها مدى الأيام جاءوا ليغرسوا أقصى معاني الترابط الاجتماعي والأسري ويعززوا في نفوسهم القيم الأصيلة من كرم ومشاركة الآخرين أفراحهم واحتواء الحزين منهم .
أنها البهجة والسرور بكل تفاصيلها نجح مهرجان ارامكو في تحقيقها ففاضت من عيون ومحيا كل الحاضرين سعادة يعجز حتى الكتّاب عن تعبيرها وتهللت أساريرهم غبطة وفرحا في مشهد شارك في نقله ورصده وسائل إعلامية متنوعة ساعدهم في ذلك طاقم من العاملين في شركة ارامكو السعودية .
مشاهد هذه الليلة لقطتها كاميرات التصوير ومن صورها أطفال يرتدون ملابس جميلة بها روح الماضي ونزاهته أبناء يعتمرون في فوق رؤوسهم "الطواقي" الجميلة وأخريات من البنات يرتدون "البخانق" التي تلبس فوق الفساتين ذات الألوان الزاهية والنادرة.
وكانت المجاميع الفنية تنتظر في خيمة الفنون المسرحية بأرض المهرجان إشارة البدء لانطلاقة أوبريت القرقيعان الذي نجح مخرجه ومؤلفه في تصوير الحالة الاجتماعية لهذه العادة السنوية عبر لوحات جميلة وأدوار قام بها عدد كبير من أطفال وممثلي جمعية الثقافة والفنون في مدينة الإحساء مما أضفت هذه المشاهد متعة فاقت التعبير وأدخلت الجمهور الذي ملأ المسرح في جماليات ماضي هذه الاحتفالية عبر مقطوعات موسيقية ومعالجة درامية متميزة .
أكد مؤلف العرض المسرحي بهجة القرقيعان الدكتور سامي الجمعان مدير جمعية الثقافة والفنون في الاحساء أن العرض جاء لتقديم هذه المناسبة التراثية بشكل فني مبسط في إطار غنائي يحوي دراما خفيفة ، وقال الجمعان : بهجة القرقيعان عمل يقدم فكرة القرقيعان بشكل بعيد عن التقليدية فالنص يتحدث عن إحدى شخصيات ألف ليله وليله تترك كل لياليها وما تحويه من قصص وتاريخ بحثاً عن المشاركة في ليلة القرقيعان مع بقية الأطفال حيث تعتبر أن ذلك هو ما تريده بما تتخلله ليلة القرقيعان من فرحة للأطفال ينتظرونها كل عام ، و كل ذلك تم في إطار من الدراما والحوارات الغنائية للمجموعة التي قدمت العمل الذي تكون نهايته سعيدة حتى للجمهور يتم توزيع حلوى خاصة بالقرقيعان لكل الجمهور الحاضر في كلا العرضين ، طبعاً من المهم التنبيه الى أن هناك ٣٦ طفلاً شاركوا في العرض المسرحي ناهيك عن بقية الممثلين ، أما فكرة العمل فكانت للأستاذتين إيمان الطويل و علياء بوطويبه ، فيما كان السيناريو والحوار من تأليفي ، كانت الأزياء من تصميم علياء بوطويبه ، وتصدى للإخراج سلطان النوه وساعدته إيمان الطويل .
الدكتور سامي الجمعان ثمن في نهاية حديثه الدور الذي تقوم ارامكو في المساهمة لتقديم عروض فنيه وتبنيها ذلك في مناسبات كبيرة ، معتبراً انه أمر يستحق الإشادة والتقدير لأهميته لإبراز الطاقات التي يمتلكها أبنائنا في جميع المجالات .
وفي نهاية المشهد قام عدد من شباب وفتيات التطوع في ارامكو السعودية ويشاركهم ممثلي هذا الإوبريت بتوزيع أكياس الحلوى والمكسرات على ضيوف المهرجان في صورة تنم على الرقي الحضاري في التعامل وحسن التقيد بالنظام والالتزام به.