داعب يدها ولن تندم !
يقود سيارته وضغط دمه يتسارع مع مؤشر السرعة ! وزفير نفسه وشهيقه يكاد أن يُسمع من خارج السيارة .. سيارته تسير وهو لا يعرف إلي أين المسير ! .. إنه أسير سوء الضن والحكم على زوجته بالخيانة التي عشعشت في قمقمة رأسه منذ أن أصطاد أسماء أصدقائها بالفيس بوك ، حتى صرخ عليها وصفعها بعد أن ردت عليه ( أنت إنسان مريض !! ) ..
ماهو الحل وماهي الحيلة الآن ؟ هل يكابر وتأخذه العزة بالإثم ويوصلها بيت أهلها ، أم يحلم ويتنازل عن نرجسيته الغاضبة ويصالحها ؟ .. فتذكر نصيحة السماء وقول الآية الكريمة : ( إن بعض الظن أثم ) ، فتشجع وضغط على كبريائه ، كي لا تردعه نزعة الشر التي تجثو على قلبه ، فمد يده وزحفت بهدوء كالثعبان الجميل الملمس ، إلي أن وقع كفه على كف زوجته التي تجلس بجانبه في السيارة .. فاشتبكتا معاً وتعانقت الأصابع حتى أصبحتا كاليد الواحدة ، فحس بحرارة يدها تسري في عروقه ، وصدى ضربات قلبها تطرق باب قلبه ، فتأثرت روحه واستسلمت ، فخرجت من صدره أنـّة وونـّة خرج معها الهم والغم .
أما حال زوجته الباكية، والتي تنظر من نافذة السيارة والدموع تجري على وجناتها ، فأحست بحرارة أصابعه تداعب أصابع يدها ، وكأن بإبهام يده قد احتواها وأحتضنها كلها بعد أن دغدغ راحة كفها ، فوصلت كهرباء من حرارة يده بداخل عروقها ، فتحولت إلي إشارات لغوية ، حللها الدماغ بالجزء المخصص بالحنان في المخ ، وأفرز جسمها هرمون الراحة والأمان الأوكسيتوكين المختص بحنان الأم بسرعة إلهية رهيبة لا تصدق !!
فنظرت إليه زوجته وابتسمت ، ومازالت الدموع تجري على الوجنات ، إلي أن قالت : لننسى ماحدث ولنعيش يومنا ولنسعد به .. أشكر إحساس قلبك الجميل ، فأصابعك هدأت من روحي وبردت قلبي الحزين .
آآه أخي الزوج لو تعلم كم من موجات الكهرباء تسري بيد الزوجة إذا مسكتها وداعبتها ..صدقني سيدي :
إن سوء الفهم الذي وقع بينكما سيحل في الحال ، وربما ستظهر ردة فعل عكسية تملأ حياتكما حباً وسعادة .. فلتحاول عزيزي الزوج بالبدء ، ولتترك عنك الكبرياء ولتتواضع لله ولرسوله ولمستقبل مشروعكما وأبنائكما ، ولتمسك بيدها ولتداعبها ، وخاصة وهي غافلة وسارحة ، فصدقني لن تندم .. إذ ستذوب مع حرارة اللمس عدة مشاكل ومعضلات ، وستطرد من حياتكما بفعل رياح الحب .. وحتى لم يكن بينكما سوء ، فمداعبة اليد تحفيز للعلاقة مع الزوجة وتعطي روحها ثقة بالنفس وبالزوج وبمشروع الزواج الذي أقدمت على المضي فيه .