كيف ندخل بوابة الطالب
تتفق الدراسات التربوية والنفسية على وجود الفوارق الفردية بين الطلبة حتى من كان منهم في سن واحدة ومن عاش منهم في بيئة ثقافية واجتماعية واحدة . وأمام هذا الواقع لا يمكن أن نوجه التعليم لمجموعة من الطلبة بنفس الكيفية إذ لا بد أن يكون التعليم منوعا يتعامل مع الطلبة أفراداً ومجموعات متقاربة بدلا من التعامل معهم كمجموعة واحدة . وقد ركزت النظريات التربوية الحديثة على دور الطالب فجعلته محور العملية التعليمية والتربوية ، و رأت أن يكون دور المعلم منظما ومسهلا ومرشدا وفي نفس الوقت يكون طبيبا يعرف كيف يسهل عليه دخول بوابة الطالب النفسية والسلوكية.
تمر التربية بأزمات خطيرة وتحديات صعبة لا تخفى عليكم ، فواقع العصر الذي نعيشه وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وثقافية ، أثّـر سلباً على التربية والتعليم، فساهم في ظهور سلوكيات مختلفة عند بعض الطلاب خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ومما زاد في ذلك تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي.
يعتقد بعض المعلمين أن التعامل مع الطلاب برفقٍ وشفقةٍ ورحمة وإحسان ، وأن النزول إلى مستواهم ضعف في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة والتعسف والقوة، وذلك بجعل الفصل قاعدة عسكرية . ويزداد الأمر سوءاً عندما يضع بعض المعلمين حواجز مصطنعة بينهم وبين الطلاب من خلال نظرتهم التشاؤمية مما يخلق فيما بينهم فجوة وهذا ما يساعد على القصور بعد ذلك في العلاقة . لكي ينجح المعلم في كسب الطلاب لابد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً نفسياً وعلمياً وتربوياً . وأهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة " فعلى المعلم أن يتحلى بالصبر والحلم والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع .
ان التطور العاطفي والنفسي والاجتماعي هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى مساعدة الطالب في إكمال تعليمه ،لذلك فدور المدرسة والأسرة في تحديد الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية وأمراض نفسية نتيجة مشاكل أسرية وانحرافات خارجية ناتجة عن صدقات منحرفة او وجود فورقات اجتماعية، ومادية على مستوى الفرد تنعكس بذلك على حالة الطالب وهو في هذا السن لقصر مفهوم الحياة عنده وقلة المعرفة وعدم إلا مبالاة بنتائج هذه السلوك،.لهذا يجب أن يحصلوا على مساعدة من اجل رفع المستوى الأخلاقي ومن ثم التعليمي ومن خلال هذا التعاون بين المدرسة والأسرة يكون وقاية وعلاج لهذه الأمراض، آذ أن معرفة الفروق بين الأفراد تساعد على فهم الآخرين وإلقاء الضوء على كثير من تصرفاتهم.
وان أي معلم يستطيع أن يصبح له دور قوي ومؤثر في نفسية مثل هذه السلوك من خلال دراسته وبحوثه التربوية وذلك عندما يؤثر إيجابياً على حياة طلابه و من خلال تشجيعه للطالب و يستطيع أن يخرج كل القدرات التي يمتلكها ويظهرها على هيئة سلوك إيجابي ويحول فشله الى نجاح .
ان أجيالنا هم أعمدة هذا الوطن وهم الركيزة وهم من سوف يصنعون المجد لهذا الوطن لهذا يجب علينا نركز تركيزا جديا في كيف تكون نظرية التربية والتعليم لدينا فعلينا ان نكثف جهودنا من اجل الارتقاء بعقلية هذا الطالب وفي هذا الجيل خاصة والذي يتطلع الى أفاق مستقبلية كبيرة يبني عليها حياته .
هناك سؤال يطرح نفسه وهو : كيف نصنع جيلاً ناجحاً لمستقبلنا ؟ ويبدو لنا بأن الجواب ينحصر في الأمور التالية :
أولاً : الإدارة الناجحة في المدرسة :
فمدير المدرسة هو ربان السفينة ، يديرها كيفما يشاء ، ان صلح صلحت أمور المدرسة . لهذا المدير الناجح هو من يعرف دوره تجاه الطلبة والمدرسين ويعرف بوابة كل طالب بواسطة مرشدين وأخصائيين نموذجيين ممن تتوفر فيهم سمة الصراحة والالتزام الخلقي والاجتماعي والإنساني كي يستطيعوا بذلك الدخول الى نفسية الطالب والتعرف على كل صغيرة وكبيرة .