الانتخابات البلدية ومتطلبات الأمة
أن تشعر بحس المسئولية وضرورة المشاركة الفعلية في صناعة القرار وخدمة مصالح الأمة يعني أنك تحمل الضمير الإنساني الواعي الذي يدعوك لسلوك كل طرق الخير من أجل التغيير إلى الأفضل والمساهمة في خدمة المجتمع الذي ينتظر من يساعده في تحقيق طموحاته وآماله ويخلصهُ من العوائق والسلبيات الموجودة في أرضه.
يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(آل عمران:104)
واقعاً يثلج قلبنا دخول دماء شابة في معترك الانتخابات البلدية في سيهاتنا الحبيبة مما يوحي لنا بضرورة الانتخاب لهذه الطاقات الواعدة التي تحمل المؤهلات والخبرات الواسعة والتطلعات الكبيرة لخدمة مجتمعنا الفاضل؛ وعليه فإن هذه الخطوة المباركة من قبلهم لهي من طرق التنافس في فعل الخير التي نتمنى لها التقدم والنجاح وهذا أمرٌ عظيم يقول تبارك وتعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ﴾(سورة المائدة : 48)
إن صناعة القرار ضرورة وطنية و اجتماعية ليقود زمام المجتمع من هو كفؤ ومن هو مؤهل ويملك المواصفات التي تدعم رؤية وتطلعات وطموح الأمة في مجتمعاتها؛ وإن بروز ثلة مؤمنة في كل مدينة دليل وعي النخبة لأهمية وضرورة المشاركة في صناعة القرار في الوطن والمجتمع وهذا لا شك فيه. وكذلك التصويت لمن هو أهل لذلك ضرورة أكبر أيضاً كيما تختار الأمة من سيمثلها و يمسك زمام أمورها ومن تستطيع أن تثق فيه و تتعاطى معه ويتعاطى معها بشكل جيد وبالتالي تلقى نتائج إيجابية أكثر على أرض الواقع إذا ما أبدى التحرك المطلوب و استمع لمطالبها المرجوة. وكي لا تنخدع بالخطابات الرنانة والكلمات المنمقة عليها أن تعرف جيداً أهمية صوتها لمن سيمثلها.
المرشحون للانتخابات عليهم بعد التوكل الله تعالى وبعد فوزهم إن شاء الله أن يُخلصوا في عملهم من أجل التغيير للأفضل في مجتمعاتنا المؤمنة وأن يكونوا قولاً وفعلاً شرفاء في عملهم وخدمتهم لمصالح الأمة المنتظرة كي لا يصبحوا من النخبة التي تقول مالا تفعل، أو كالتي تفعل ما لا يخدم مصالح المجتمع، أو كالنخبة التي تأخذ الاسم والشعارات الرنانة فقط والوعود ديباجة لها وهذا مالا ترتضيه المجتمعات، فالكثير ينتظرون إصلاحات كثيرة في المنطقة وعلاج لمشاكل كثيرة على مختلف الأصعدة وهذا مما لا يخفى على ذوي العقول النيرة والمأمول من ذوي النفوذ والوجاهة أن يقدموا ما بوسعهم من خلال الصلاحيات التي ستساهم في عملية الإصلاح والتغيير للأفضل. و إنّ هذا المنصب الذي سيناله المرشح هو ولاية وزعامة وقيادة لمصالح الأمة فإن أخلص في عمله و أحسن فلهُ الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة ولا ريب أنّ الآثار الخيرة ستنعكس على كل شئ في حياته وحياة أسرته ومجتمعه.
قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب: "قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ، عِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ"
رجال الأمة الشرفاء هم من يحققون وعودهم لمجتمعاتهم، فالوعد ميثاق شرف وتحقيقه ميثاق صدق وعطاء لذا نشد على أيدي الرجال المؤمنون بما يخدم مصالح الأمة في مسيرتهم القادمة وندعو لهم بالتوفيق الدائم كيما تحظى مدينتنا الفاضلة بما يجعلها في مقدمة المدن والمناطق المتميزة بكل ما هو راقي وجميل في بلادنا الغالية.
نسأل الله تعالى التوفيق لكل من يحمل الإخلاص وساماً على صدره ولكل من يسعى لخدمة الوطن والمواطن في هذا البلد الحبيب البركة في كل حياته، وبوركت جهود كل من يعمل في إصلاح ودعم عملية التغيير دفع عجلة التطور والرقي وللجميع خالص دعواتنا بالخير وتحياتنا.