مَحرمْ المرأة سيُرشِح المرأة !
مدير المؤسسة الحكومية : أختي ! سأمهلك أسبوعين فقط حتى تحضري ورقة من الشرطة أو الإمارة ، أو سوف أضطر إلي فصلك ! هي : لكن هو هجرني وهجر أولاده ، وأقيم في غرفة بسطح مكشوف فوق شقة أهلي المستأجرة، ولقد رفعت دعوة عليه بطلب الخُـلع ، لرفضه العمل وعدم كفائته التبعُـل .. لكن أختي ، زوجك دخل عليّ المكتب وصرخ : ( أنا المحرم )، ولا يحق لك أنت توظفها إلا بإذن مني ، وحتى وإن كانت مؤسسة حكومية ، والله سأشتكي عليكم حتى لو ذهبت إلي الرياض! فأرجوك أختي لا تخربي بيتي وتشوهي سمعتي .
لقد لقيّ قرار والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله بمشاركة المرأة كعضو بعد أن كانت مستشارة في مجلس الشورى للدورة القادمة ، ترحيبا واسعا وتقديرا عالياً على المستويين المحلي والأقليمي والدولي ، وكذلك القرار التاريخي الذي سيسمح لها منافسة شريكها الرجل ودخول المعترك الإنتخابي بالمجلس البلدي ..
كلها بوادر جميلة يشكر عليها خادم الحرمين الشريفين ، والتي رفعت سقف مطالب المرأة إلي مستوى عالٍ لم يكن متوقعاً ، وهذا إثبات إن المرأة لن تغرد خارج السرب كما كان معهوداً ، وإن صوتها لن يبح ، وهذا يعطي صورة مستقبلية وخطة تسير على خطاها المرأة السعودية للمطالبة بالحقوق الأدنى دون مستوى السقف المحدد لها ، كقضايا الطلاق والبطالة وقيادة السيارة، وقضايا تمثيلها بالدوائر الحكومية .
إذا ليكن معلوماً لكل مواطن من رجل وإمرأة ، بإن كل مطالب المرأة الحقوقية والإجتماعية والمعيشية ، والتي لا تـتنافي وتتعارض مع الدين والمشرع الإسلامي ، تعتبر من أبسط حقوقها كـ ( إنسان ) يعيش في هذا الوطن الكريم .
صحيح إن حصول المرأة على كرسي بمجلس الشورى والمجلس البلدي مقتصر على الطبقة المخملية والمترفة ، وإن عموم النساء لن يضعن قرشاً في جيوبهن ، لكن هي علامات وإشارات أوضح معالمها ولي الأمر ، وهي أن كل المطالب مجازة في الأًصل مالم يثبت مخالفتها الشرع ، فنتمنى أن يمثل عصبة المرأة في تلك الكراسي ، وخاصة تحت قبة الشورى ، المرأة التي تحس بآلآم وصرخات ومتطلبات المرأة السعودية ، وأن تكون من أوساط الناشطات الإجتماعيات ، لا من المأدلجات والمترفات
حتى الأن لم تعرف المرأة وبصورة واضحة مهام ( المحرم ) الحالية ، وكيفية حمايتها من أن يستغلها الرجل ، سواء الأب أو الزوج بأسم قانون المحرم ! وهل توجد قضايا وحالات إجتماعية مستحدثة لا تستوجب المحرم ؟ وهل يمكن حصر وإختصار مسؤوليات المحرم بصورة جلية وواضحة .. مثلاً في حالات الرزق والعمل ، فكيف يتحكم الزوج المخالف أو الأب العاق برزق ومستقبل بناته المهني أو زوجته ، فقط لكونه المحرم ؟ وهل كانت المرأة في أول الإسلام تحتاج إلي محرم للعمل ؟
أنا لا أدعوا إلي إزالة المحرم كلياً ، فعاداتنا وتقاليدنا تحتاج إلي وقت حتى نتأقلم ونتكيف إجتماعياً بما يواكب الدين الحنيف ، فلقد كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، من أشهر تجار قريش ، وكانت قدوة للمرأة المؤمنة المكافحة والذكية ، والتي مارست التجارة بعصر ليس فيه فيس بوك أو إيميل ! وحتى أصبحت أموالها أحد روافد ولادة الدين الإسلامي لتحقيق نجاحه .. فلنتعض بأمنا ، ولنعطي بناتها السعوديات حرية كما أعطيت أمهم ، وخاصة في ممارسة العمل والتجارة ، بحيث لايقطع المحرم رزقها بهكذا حجة ! أو يستغل عملها ومكانتها في تحقيق مآربه .
تخيلوا مثلاً أن يأتي زوج إحدى أعضاء الشورى ( المرأة ) أو المجلس البلدي ، ويشتكي عليها بأن تفصل من عملها وأن توقف عضويتها كونه( المحرم )، وأن يستغل وجودها ومكانتها بأن لا يطلقها أو يقع عليه الخلع إلا بمبلغ كذا من المال !
أشياء كثيرة نحن نحتاج أن نراجعها مع أنفسنا ونقف وقفة تأمل في حقوق المرأة كالطلاق والخلع والبطالة وووو .. ، وأشياء كثيرة ستقدمها العضوة على طاولة مجلس الشورى كورقة عمل لمطالب المرأة السعودية .. فأتمنى من وزارة العدل ، وحقوق الإنسان أن توضحا ماهي أبعاد وحدود مصطلح ( المحرم ) وخاصة الزوج ، وأن تكرر تلك الدعوات بكل الوسائل الإعلامية ، لأن حتى المسؤولين أنفسهم لايعرفون تلك الحدود والأبعاد إلي بتوجيه القضية إلي المحاكم للنظر في امرها، وأن توضح للجميع : إن للمرأة السعودية حقوق كالرجل ، وأن لايجوز لأي شخص العبث بتلك الحقوق أو أستغلالها ولـّي عنـقها ..
الله فقط يعلم كم إمرأة لم تذق النوم من ظلم الرجل ، وكم أنة خرجت من قلبها ومنع الرجل من وصولها السماء.