كفى !
إلى متى ونحن نعيش هذا التخبط الشنيع و الحقد الدفين و الكراهية والبغضاء ، إلى متى هذه الحملة الهمجية العمياء والألسن والأفواه المعتوهة الشرسة وهذه الأنفس النتنة تمزق الأمة وتشق الصف الواحد وتبث السموم وتزرع الفتن بين أبناء هذا الوطن الواحد ( سنة وشيعة ) .
عبثآ و تحريضآ جهرآ و علنآ ، خرابآ ودمارآ ودعوات تآمرية بالدس والخفاء هنا وهناك وفي وضح النهار وعلى أعلى المنابر تحتمي وتستتر ! ألسنة مأجورة جاهدة على قول القبيح و إفصاح ما بداخلها من عقد طائفية خسيسة وعقلية مذهبية عنيفة متحجرة تمس بأمن المواطن وأستقرار الوطن ، طالما حذر منها العقلاء مرارآ وتكرارا .
لم يعد الأمر إقصاء وتهميش وأساة ، بل أصبح إثارة وقلاقل وإشعال نيران الفتن وتصدير الإرهاب والتحريض على القتل والدمار وهتك العرض والشك والظن بين البشر أنفسهم وبين الوطن ومواطنيه وبين القائد ورعيته .
شرذمة عفنة من أرباب السوابق ومطولي أللحي ، مفرخي ومصدري الويلات والنوائب والشرر وفيما خلفوه من ماضيهم القذر وسيرة أسلافهم ممن حرقوا الحرث والنسل وأبادوا كيان هذه الأمة بأجمعها وروعوا الأمنيين من النساء والأطفال بكل مقر ومعسكر ومدينة وضاحية بهذا البلد الأمن المستقر .
هذه الفئة الضالة متسترة بعبأة الخبث والمكر ، فهاهم وبعد أن أتيحت لهم الفرصة ، أنتشروا كالأفاعي ليعبثوا مرة تلو المرة بالدين أولآ والقيم والإنسانية والشرف والعقيدة وبمقدرات البلاد والشعب حتى يذيقوا و يوصلوا تاريخه و أهله إلى منحدر الخطر وبأقصى الشدائد من المحن والضرر .
عبثوا وأهانوا وكفروا وجاروا على حكام هذا البلد وولاة أمره والمخلصين من علمائه ومفكريه ورجالاته ولهم بهذا الصدد من الفتاوى ما لا يعد ولا يحصى ، وما هو مؤسف ومؤلم هي تلك الأعين الحقيرة التي عنوة تغض النظر عن هذه الأفعال المنبوذة والشنيعة وعن هذه الأنفس المريضة والرخيصة التي باعت ضمائرها بأقل الأثمان والناطقة كفرآ وبهتانآ .
ومما هو مخجل حقآ أنه مازال على أرض الوطن من ينتهج هذا الفكر الضال وهم قلة ، يشجعوا ويتنهزوا الفرص لدس السم في العسل بل وعلى أتم الأستعداد أن يدفعوا ويبذلوا كل ماهو غالي ونفيس الى خلق المزيد والمزيد من التوتر والأحتقان والأذى وقتل الأبرياء إضافة الى الشحناء والبغضاء ومن دون حياء أو أستحياء ولا خوف ولا وجل حتى يصبح الوطن خطآ مفتوحآ على مصرعيه لتلعب وتعبث به أيادي الأعداء الجهلة من الداخل والخارج ويكون مسرحآ و أرضآ خصبة لكل من أراد أو يريد المساس والنيل من خيراته ووحدته ، وبذلك يتحقق لهم مبتغاهم الدنيء ( قبحهم الله ) وبتنفيد مخططاتهم العميلة و الفاسدة ويحققوا وعودهم لشياطينهم ومن هم يأتمرون بأمرهم وينقادون لهم من أشكال خلقتهم الوسخة و الملوثة بالأمراض الخبيثة من الغوغائيين و الأرهابيين القتلة .
نسأل الله أن يكفينا شرورهم ويبعد هذه البلاد والعباد من خبثهم ومكرهم ويحمي ديار المسلمين والإنسانية جمعا من مخططاتهم وهمجيتهم ويرد كيدهم في نحورهم أنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين .
كاتب المقال : أحمد منصور الخرمدي