منتدى الإقتصاد و التنمية بالقطيف
الدكتور السني يناقش عطاء المدارس الأهلية في منتدى الاقتصاد و التنمية
في حلقته النقاشية الرابعة، استضاف منتدى الاقتصاد والتنمية بالقطيف في حلقة بعنوان (المدارس الأهلية، تجارة أم رسالة؟!!) الأستاذ الدكتور فؤاد السني، الأستاذ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والحاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من جامعة البترول في هندسة النظم والدكتوراه من جامعة تكساس في الهندسة الكهربائية، وقد تناولت الحلقة مجموعة من المحاور كان أهمها تلك المتعلقة بمعايير التقييم حيث شدد سعادته غير مرة على آن المدرسة، حكومية كانت أم أهلية، ينبغي أن تصنع إنسانا يحسن التفكير، الاتصال، قراءة المحيط، التخطيط و التمكن من التحصيل مؤكدا على آن المدارس الأهلية بصفة عامة لم تستطع برأيه تقديم ما يستحق الثناء في هذا الجانب مؤكدا في الوقت نفسه على ان الأسر هي من تملك وحدها قرار تعليم أولادها في أي تلك النماذج الكثيرة والمتفاوتة للتعليم الأهلي، من جانب آخر فقد أكد الدكتور السني على أن التعليم الأهلي ينبغي آن يهتم بالإبداع والمبدعين وبالمهارات والقدرات التي تمكن الطلاب من بناء شخصياتهم كما شدد على ضرورة الاهتمام بالطلاب الأقل حظا في الاستيعاب غير انه لم يجد بدا من وصف المشاريع التعليمة في أكثرها بمشاريع لا تهدف إلا إلى الربح المادي فقط.
حضر الحلقة جمع غفير ومتميز من المهتمين والمهتمات بالتعليم وفي مداخلة لعضو مجلس الشورى الدكتور محمد الخنيزي رأى فيها أن المدارس الأهلية في المملكة بصفة عامة لا تملك في اغلبها رسالة والأمر لا يتعدى مجرد الاتجار الربحي الصرف مؤكدا على آن المناهج المتقدمة وحدها لن تصنع تعليما جيدا ما دام المعلم ليس مؤهلا بالشكل المطلوب لتقديمها مشددا على ضرورة الارتقاء بالمدرس كجزء أساسي من الارتقاء بالتعليم، من جهته اختلف الدكتور توفيق السيف في مداخلته مع وجهة النظر القائلة أن المعلم هو أساس التعليم مؤكدا آن فلسفة التربية والتعليم هي برأيه محور التعليم متحدثا كيف أن اغلب الخريجين يسعون إلى العمل الوظيفي في حين أن الأولى برأيه هو المبادرة لعمل مشاريع تجارية، مرام الجشي بدورها اتفقت مع الدكتور الخنيزي ورأت أن الملايين التي تنفق على تطوير المناهج ينبغي أن يلازمها تدريب وتأهيل للمعلمين فهم حلقة الوصل بين المنهج والطالب مشددة على أهمية وجود مراكز تعنى بتدريب المعلمين والارتقاء بمستوياتهم، من جهته أكد الدكتور في جامعة البترول والمعادن باسم أبو السعود أن نماذجا من طلاب المدارس الأهلية استطاعت الحصول على مقاعد في جامعة البترول في حين أنها ذوات مستويات متواضعة، كان ذلك في سياق حديثه عن تدني تلك المدارس وكيف أن جامعة كجامعة البترول التي طالما ادعت أن طلابها هم صفوة الصفوة أصبح من ضمن طلابها من لا يستحق برأيه الانتماء إليها.
ميثم الجشي المؤسس للمنتدى والرئيس الحالي له تحدث في مداخلة له عن رسالة المدرسة الأهلية منوهاًَ أنها مهما كانت مهمة وفعالة فإنها لن تكون وحدها العصا السحرية للارتقاء بالطالب وان الدعم المنزلي جزء مهم لا ينفك عن منظومة بناء الطالب، من جهة أخرى واستطرادا لما طرحته السيدة مرام الجشي حول ضرورة تدريب المعلمين طرح ميثم مثالا لتجربة متميزة في هذا الصدد وهي جامعة تركية تبرع بها احد رجال الأعمال الأتراك بقيمة إجمالية بلغت ملياري دولار تقوم هذا الجامعة ضمن ما تقوم به بتدريب وتأهيل المعلمين، وقد رأى الجشي ان حرص المدارس الأهلية على نسب نجاح عالية وبتفاوت محدود جدا بين الطلاب لا يعتبر امرأ طبيعيا مستطردا بأنه لا يرى أن المدارس الأهلية تقوم بدور مرضي في تحفيز الطالب ليكون له رؤيته الخاصة حول مستقبله، واختتم الدكتور محمد الخنيزي الحلقة بتنويهه ان البيئة لدينا لا تشجع أولادها ليكونوا أصحاب رأي، وان التربية في نظر الكثيرين هي نوع من أنواع التسلط الذي يظهر أكثر ما يظهر من خلال قمع الأبناء وتهميش آراءهم.