خلال كلمته للمغتربين في مدينة فانكوفر الكندية
آل حبيل للمغتربين: نتطلع إليكم بأن ترجعوا إلينا بعلم و عمل و أخلاق
وجه الشيخ عبدالكريم آل حبيل للطلبة المغتربين في مدينة فانكوفر بمقاطعة كولمبيا البريطانية في كندا كلمة مباشرة تحت عنوان (الشباب و بناء الذات) و ذلك بمناسبة وفاة الإمام زين العابدين(عليه السلام) الأربعاء الماضي 20-12-2011م.
و بين آل حبيل في مطلع كلمته أهمية فترة الشباب في حياة الإنسان حيث قال " لاشك أن فترة الشباب هي فترة التطلع، و فترة بناء الذات، و هي الفترة التي يستقي فيها الإنسان فكراً و روحاً و عملاً، و يسعى إلى أن يبني كل جوانب حياته، و كل مستقبله، و يسعى أن يستثمر كل ما يستطيع من أجل تكوين ذاته"، مستدركاً بأنه لابد و لاشك أن تكون الذات على مبادئ مدرسة أهل البيت و هو مطلب إسلامي حسب تعبيره.
و نوه آل حبيل إلى أن " الشباب يمتلكوا تلك الفترة الشبابية التي تنشط فيها كل قواه، و يتمتع بالصحة و الغنى في كل قواها الجسدية و العقلية" منبهاً إلى ضرورة اغتنام فرصة الشباب.
و أضاف قائلاً "نحن مسئولون عن هذه الفترة، ففي الرواية عن النبي قال : اذا كان يوم القيامة لم تزل قدَما عبد حتى يُسأل عن أربع : (عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفي ماذا أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت)، و بالتالي علينا أن نغتنم هذه الفرصة أينما إغتنام، و أن نعلم أن الشبان هم أنصار الرسول و على أعتاقهم قامت الدعوة إلى الله سبحانه، وبهم شيدت الأديان، و فتحت البلدان، و ارتقت الإنسانية ووصلت إلى ما هي عليه من حضارة و رقي ".
و أكد على أن " الشباب هم الذين يتمتعون بالشجاعة و الإقدام و عدم متابعة الخوف، فالذين آمنوا برسول الله و نصروه و وقفوا إلى جانبه، فبهم رسول الله شيد الدين و ثبتوا قواعده، فعن رسول الله أنه قال:(أوصيكم بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة، وإن الله بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشبان وخالفني الشيوخ)" معلقاً على أن "الذين حالفوا رسول الله هم أولئك الشبان الفتية مثل حمزة و مصعب بن عمران و عمار بن ياسر و أولئك الشباب الذين بقوا معه".
و بعد أن بين أهمية فترة الشباب، انتقل ليعرض أهم مقومات بناء الذات عند الشباب حيث قال "بناء الذات يبدأ بالعلم و المعرفة، و الله سبحانه ابتدأ الكون بالعلم و المعرفة، و قد خلق الله سبحانه الكون من أجل معرفته(سبحانه)، و معرفة الله هي العلم الحقيقي، بل إن أفضل العلم هو معرفة الله سبحانه و كتابه الكريم".
و أكمل "و أهم شيء لبناء الذات بالنسبة للشباب كذلك هي التوبة، و التوبة هي المنطلق الأساس بالنسبة للشباب، و الاهتمام بالعمل هو الأمر الثالث لبناء الذات، فكما عليه أن يهتم بالعلم و التوبة كذلك عليه الاهتمام بالعمل، و يسلك السلوك العملي الذي يستطيع أن يبني به مستقبله و مستقبل مجتمعه و دينه".
و أضاف "رابعاً السؤال، ينبغي للشاب أن يكثر من المسألة ليتعلم و يتعرف، و بالسؤال يستطيع أن يكتشف الخازن من المعرفة و العلم".
مبيناً أن "حب أهل البيت هو الأساس في جميع متطلبات حياة الشباب في هذه الحياة الدنيا، و الإمام زين العابدين أكد كثيرا على الارتباط بأهل البيت فقد كان من خلال الدعاء يدعوا بهم،كما أن الإمام زين العابدين يركز على إمامة الإمام المنتظر و يدعوا للارتباط به و التمسك بإمامته(عج)".
و حول صاحب المصاب قال أن"الإمام السجاد قام بدور عظيم و جهاد فكري كبير، و ركز في جهاده العلمي و العملي بالارتباط بأهل البيت و مقارعة الظالمين و الطواغيت، و تربية جيل مؤمن، و كذلك أن يدخل المجتمع في مواجهة الظالمين و الطغاة، و مواجهة الفساد الذي كان يحاول الظالمين نشره، فالإمام بصحيفته واجه تلك الأمور".
و وجه بعدها الكلام إلى عشرات الطلبة المغتربين المجتمعين في بيت الشباب الرسالي قائلاً"أنتم أيها الشباب، أنتم الخِيرة الخَيرة التي نتطلع إليكم بأن ترجعوا إلينا بعلم و عمل و أخلاق، قد عزمتم أنفسكم في تلك الغربة، و انتم هناك و تواجهون شتى أنواع الانحراف و المغريات الدنيوية و تواجهونها فأنتم في ميدان الجهاد الأخلاقي و هو أعظم الجهاد"، مردفاً "لاشك أن هذا الشاب الذي استطاع التغلب على كل هذه المغريات سيعود إلى وطنه و هو يشق طريقه في مسيرة حياة قائمة على التوبة و الطاعة إلى الله و مقاومة شياطين الإنس و الجن و الظلمة و الاستكبار العالمي في كل مكان".
و شكر الشباب المغتربين في مدينة فانكوفر الكندية الشيخ عبدالكريم آل حبيل على هذه الكلمة القيمة، كما شكر الشباب على اهتمامهم في إحياء مناسبات أهل البيت و هم في بلاد الغربة.
الجدير بالذكر أن بيت الشباب الرسالي أحيا العديد من المناسبات الدينية منذ افتتاحه في رمضان الماضي، و يهدف لجمع الطلبة المغتربين من أبناء البلاد في تلك المناسبات و ليال الجمعة بقصد خلق الجو الإيماني و إحياء الروح الرسالية لديهم في بلاد الغربة.