للحظة الفاصلة .. تيقّظوا !!
تقول الكاتبة " إيرني لارسن " : إن أكثر الرغبات عمقاً لدى الناس هي : " أن تُحب وأن تكون محبوباً، وأن تؤمن بأن ذلك له قيمة، وأن تعرف شخصاً آخر يؤمن بذلك أيضاً". كما إنني قد سمعت هذه الفكرة بإسلوب أكثر بساطة مع بعض الإضافة وهي : لكي نكون سعداء فإننا بحاجة لشخص نحبه، وشيء نقوم به، وشيء نتطلع إليه Love – Do – Looking at "" والتي تُختصر بـ ( L.D.L ) .
لن أُطيل الكلام فيما إذا كانت هذه الرغبات تُعدُّ ضرورة أم ترَف، احتياجات أم طلبات، إنني أعتقد أنها ضرورية، وسواء كنا مدركين لهذه الرغبات أم لا، فإنها تَدفع بقوى خفيّة في حياتنا. وهي موجودة في تكوينا الإنساني سواءً اعترفنا بها أم قمنا بكبتها. إن فهم أنفسنا ورغباتنا تُعد معرفة قوية بالنسبة لنا. إنّ ما نحتاج لتعلُّمهِ هو كيف نحقق هذه الرغبات والإحتياجات بطريقة لا تؤذينا ولا تؤذي الآخرين، وبطريقة تسمح لنا بالإستمتاع بأقصى قدر من الحياة.
إنني أعتقد أن الحب سوف يصبح أفضل مما كان عليه من قبل، إذا سمحنا له وأصبحنا مصرين على ذلك، كما أعتقد أن الحب لا يجب أن يتسبب في جلب المتاعب لنا، ولا يجب أن نسمح له بتدميرنا تحت أي عنوان كان، كما ليس واجباً علينا أن ندمن الألم والمعاناة لكي نشعر بأننا نحب، أو لنثبت للطرف الاخر بأننا في قمة الوفاء، لأن هناك من البشر من يتاجر بمشاعر الآخرين، ويحاول أن يلعب على الوتر العاطفي ليشبع ذاته المتسلية في برود.
ليس من المنطق أن نستحسن البؤس أو أن نبقي على العلاقات البائسة، فليس علينا أن نظل في علاقات تسبب لنا الألم والمعاناة، إننا أحراراً لكي نهتم بأنفسنا. إننا نستطيع أن ندرك الفرق بين العلاقات المفيدة، وغير المفيدة، يمكننا أن نترك العلاقات المدمرة، ونستمتع بالعلاقات الجيدة والمتكافئة، كما يمكننا أن نتعلم سلوكيات جديدة تساعد العلاقات الجيدة على أن تكون أفضل بصورة تجعلنا أكثر إمتناناً للآخرين لتفهمهم مشاعرنا وطبيعتنا الخاصة.
إنني مؤمن جداً بأن الله سبحانه وتعالى يسمح لأناس معينين بالدخول إلى حياتنا، ولكنني مؤمن في ذات الوقت بأننا مسئولون عن اختياراتنا وسلوكياتنا في بدء هذه العلاقة والحفاظ عليها من الشيخوخة المبكرة، وعدم الإستمرار بها عندما لا تكون على خير ما يُرام. قد نكون بحاجة إلى الحب ولكننا بالتأكيد لسنا بحاجة إلى الحب المدمر، وعندما نؤمن بذلك فسوف نستطيع إيصال رسالتنا بوضوح إلى من يهمه الأمر من حولنا.
نحن بحاجة إلى موازنة إحتياجاتنا العاطفية مع إحتياجاتنا الجسدية والروحية والذهنية، إننا بحاجة إلى موازنة ما نعطيه مع ما نتلقاه، وبحاجة أيضاً لإيجاد الخط الفاصل بين ما يجب أن نتركه وما نقوم به كجزء من دورنا في الحياة، كما أننا بحاجة فعليّة لأن نتعلم الحب وفي نفس الوقت أن نحيا حياتنا، وأن نتعلم الحب بدون أن تتعلق مشاعرنا بمن نحبه دون وعي منا، لأننا بصريح العبارة يجب أن نحب الآخرين دون منع الحب عن أنفسنا لأننا اناس كما الآخرين مهمون وذوو قيمة ونستحق ان نحيا حياة كريمة غير مضطرين لأن نتسول الحب من القلوب الجامدة والعياذ بالله. تحياتي.