الإعلامي آل حمادة في مكتبة جسور بجدة
في جلسة حوارية امتدت لساعتين، تحدث الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة مساء الخميس، حول محور: "القراءة كمدخل للوعي والإبداع"، ضمن أولى فعاليات "ملتقى تنوير" المقامة في مكتبة جسور في جدة.
واستهل آل حمادة حديثه ليؤكد أهمية القراءة ودورها في صياغة الشخصية الواعية الواثقة بقدراتها وإمكانياتها، الشخصية الرافضة لمنطق الوصايا التي تمارس وفق قاعدة: افعل ولا تفعل! كما أكد فكرة قبول الفكر الآخر، بناءً على قاعة، "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"! والتي هي أرقى وأصح من منطق: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"!
وأكد المحاضر على ضرورة الانفتاح على مختلف الثقافات من أجل بناء عقلية متسامحة، مستقلة تنشد الثقافة، البعيدة عن الحالة الصنمية، إذ المطلوب أن تأسرنا الفكرة الراقية؛ لننظر إلى ما قيل، بعيدًا عمّن قال!
وفي لفتة مهمة، رفض آل حمادة قسر الناس على اتباع فكر معين، وقال: القسر لا يجدي في تغيير قناعات الناس، بل يذهب بذهاب المستبدين، ومثال القذافي وكتابه الأخضر خير شاهد على ذلك، فقد كان كتابه يُتلى في كل زاوية في ليبيا بقوة الحديد والنار! لكن، هل نجد ليبيًا يتصفحه الآن؟
كما عزز آل حمادة محاضرته بأمثلة عديدة ارتقت بأصحابها من القاع إلى القمة بفضل ارتباطهم بالقراءة، ومن أبرزها مثال "الجاحظ"، الذي ضُرب به المثل في القبح؛ لجحوظ عينيه، لكنه، خلُد، وفني غيره!
فمن يريد الرّقي، فعليه أن يقرأ، ومن يريد تعزيز قدراته الإبداعية، فعليه أن يرتبط بالكتاب، وبغيره من وسائل تحصيل المعرفة، وهي متاحة للجميع، ولا حجة في زماننا هذا لمتخاذل أو كسول، فالمعلومة تحضر لمن طلبها، في طرفة عين.
وفي جانب آخر طالب آل حمادة بتعميق حالة القراءة في المجتمع، فالقراءة، كما أشار: هي بوابة المعرفة والتميز والإبداع وقبول الآخر، وبمقدورها أن تنتقل بمجتمعاتنا من الظلمات إلى النور.
يذكر أن المحاضر أتاح مجالاً واسعًا لأسئلة الحضور ومداخلاتهم. وقد كان التفاعل ملحوظًا من قبل الجنسين.