ندوة : أوقات الصلاة بين الرؤية الفقهية والتحديات الفلكية
ملتقى الجواد: آل رضوان يصف كلام الداعين إلى تأخير وقت صلاة الفجر بغير الدقيق
وصف عضو جمعية الفلك بالقطيف الأستاذ محمد آل رضوان الجدل الرأي الذي صرّح به البعض حول ضرورة تأخير وقت صلاة الفجر عن الوقت المحدَّد في تقويم أم القرى بما يصل إلى سبعة عشر دقيقة أو أكثر بغير الدقيق، مؤكداً بأن التأخير في أحسن الأحوال لن يتجاوز ما بين الخمس إلى السبع دقائق.
جاء ذلك ضمن الندوة التي نظمها ملتقى الإمام الجواد بالشويكة/ القطيف، والتي حملت عنوان (أوقات الصلاة بين الرؤية الفقهية والتحديات الفلكية)، واستضافت كلاً من سماحة الشيخ عبد الغني العباس الأستاذ في الحوزة العلمية بالقطيف، والأستاذ محمد آل رضوان عضو جمعية الفلك بالقطيف.
فبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم للمقرئ تيسير الدهان شرع الشيخ عبد الغني العباس بالحديث حول الشِّق الفقهي من الموضوع.
الشيخ العباس أشار في بداية حديثه إلى أنه ينبغي الالتفات إلى أن وظيفة المشرِّع والفقيه استنباط وتبيين الحكم الشرعي من مظانّه، أما تشخيص الموضوع المتعلِّق به هذا الحكم فهو من شأن المكلَّف نفسه، بمعنى أن الفقيه يقوم بتبيين أوقات الصلاة وفق النصوص الشرعية، أما البحث عما إذا كان وقت الصلاة قد دخل بالفعل أم لا فهو من وظيفة المكلَّف.
بعد هذه المقدمة استعرض العباس الأوقات الشرعية للصلوات الخمس، مدعِّماً كلاماً ببعض الأدلة القرآنية والروائية.
أما الأستاذ آل رضوان فتحدَّث عن الموضوع في شِقّه الفلكي، مستعرضاً التطور التاريخي للاستفادة من علم الفلك في هذا المجال.
كما تحدّث عن أوقات الصلوات الخمس من المنظور الفلكي، موضحاً الفرق بين الفجر الصادق والكاذب، مدعّماً حديثه بالصور.
ولأنّ الخلاف الدائر متعلّقٌ بوقت صلاة الفجر والعشائين، فقد نال الحديث عنها النصيب الأوفر من النقاش.
وأشار إلى أن التقاويم المتداولة في الوقت الحاضر غالباً ما تعتمد على أن دخول الفجر إنما يكون حينما تبلغ الشمس 18ْ أو 19ْ، ووضّح بأن معدل الفرق بينهما لا يتجاوز ثلاث دقائق وخمسةً وأربعين ثانيةًً.
وشكّك آل رضوان بالقول القائل بضرورة تأخير وقت صلاة الفجر عن الوقت المحدَّد في تقويم أم القرى بما يصل إلى سبعة عشر دقيقة أو أكثر، مشيراً إلى أن القائمين على تقويم أم القرى يتعمدون 19ْ، في حين تعتمد جمعية الفلك بالقطيف والكثير من الجهات الفلكية في العالم الإسلامي على 18ْ، مما يعني أن حلول الفجر في تقويم أم القرى سيسبق غير بمعدل ثلاث دقائق وخمسةٍ وأربعين ثانية.
وتابع آل رضوان حديثه -رافعاً من منسوب الجدل- بتشكيكه بالجهة التي أشارت إلى ضرورة تأخير الوقت ومشكّكا في مصداقية النتائج التي توصلوا إليها على اعتبارات وحيثيات مختلفة.
وأضاف بأن المناطق التي تقع في خط طول واحد لا تشترك إلا في وقت صلاة الظهر فقط، وأما بقية الأوقات فتختلف فيها بحسب فصول السنة.
بعد ذلك فُتِح المجال أمام الجمهور للتداخل وطرح الأسئلة مما أغنى الأمسية التي كانت غنية بالمعلومات الفقهية والفلكية أصلاً.