القاري وسيلة نقل قديمة تعيدها الدوخلة إلى الإنتشار

شبكة أم الحمام تقرير:أفراح أبو عبد الله

 

الإبداع ليس له حد ولا يبدأ بالتعليم بل بموهبة تظهر من شخص , شاب عشريني يهوى صناعة "القاري" الذي يكاد ينقرض في شرق المملكة بعد أن كان وسيلة التنقل وعربة "أيام زمان" وهو عبارة عن عربة مربعة الشكل يجرها حمار وخصص قديما لنقل الأمتعة من خشب وعشب وبضاعة وغيرها , إلا أن ذلك لايمنع أنه الوسيلة الوحيدة للتنقل قديما بالنسبة لأبناء المنطقة.

"خليل الجساس 27 عاما" يعمل بهذه الصناعة كهاوي يستعرضها في مهرجان الدوخلة سنويا, فهو يؤكد على عدم احترافه رغم أنه يصنع جميع الأحجام , سواء تلك المستخدمة في المزارع أو المتوسطة الحجم للتنزه , أو الصغيرة جدا وتستخدم كنماذج تراثية في المنازل , لكنه يستدرك بحزن أنه لا يوجد طلب عليها , " إذ لا يأتي سوى طلب واحد في العام لا أكثر , و لا يصنعها إلا بالطلب".

أما البداية فقد كانت في زيارة لمزرعة أقربائه وهنا لم يقاوم رؤية كميات قطع الخشب التي تهدر هناك , فجمع البعض منها لينتهي نصف النهار وهو أمام "قاري" بالحجم الطبيعي متقن الصنع , رغم أنها المرة الأولى التي يحاول تقليد هذه الصناعة.

مضت على البدايات خمس سنوات , عرف خلالها أنه "لم يتبق من رواد هذه الصناعة هو شخص واحد من مدينة صفوى وخليل هو الآخر , أما في الأحساء فقد أصبح صانعوا القاري من الرواد".

فيما سألناه عن أنواع القواري ليشير "أنها نوعان فقط "بري وبحري" لكل منهما خشب خاص به , وهذا يعتمد منطقة صاحب القاري إذ أن هذا أيضا ينقسم إلى نوعين منها القطيفي الذي يدخل في صناعته الحديد كثيرا لكنه أكبر حجما وأخف في جره أثناء دخول البحر حيث يستخدم".

ويختلف القاري القطيفي عن غيره ويشرحه الجساس بالقول :"أما الحساوي فهو أصغر حجما وأثقل قليلا فهو يستخدم في نقل المواد الثقيلة في المزارع كالحصى والرمل , وحاليا يستخدم في حمل الخضار" .

ويشير أن "هناك نوعا آخر مهما هو "قاري الديزل" الذي يحمل خزان خاص لنقل الديزل حيث لم تكن السيارات دخلت إلى المملكة فكانت القواري تقوم بالمهمة".

فيما يعيد خليل "الريادة لمنطقة الأحساء" فهي الأولى حسب رأيه في صناعة وإستخدام القاري الذي تجره الحمير ,"فهناك700 قاري لايزال يعمل" مؤكدا هذا العدد, أما المنطقة الثانية فهي جزيرة تاروت وتشترك المنطقة الشرقية مع دول الخليج في هذه الصناعة واستخدامها.

ويعتمد خليل في الأدوات المستخدمة على مادة رئيسية هي "الخشب", يساندها مطرقة, مسامير, مبرد, مثقب خشب, ومفكات براغي, وبعض الحلي التي تزين القاري عادة وتربطه بالحمار.

ولايزيد وقت صناعة القاري عن "ساعة واحدة للنموذج الصغير, فيما يستغرق متوسط الحجم أسبوعا من العمل أما الكبير فيصل العمل عليه إلى ثلاثة أيام".

ويحكي خليل عن معلومة مهمة وظريفة في آن واحد إذا أنه "قديما كان لكل قاري لوحة تسجيل كلوحة السيارة يستخرجها صاحب القاري من "سلاح الحدود "حرس الحدود حاليا".

ويشير أن  أكثر مايثير الأسف لديه هو مشاهدة مسلسلات الخليج التي يستخدم فيها القاري فهناك الكثير من المغالطات في الموضوع وبالنتيجة يقدم المعلومة الخاطئة عن بيئتنا وتراثنا, كما أن نوع الحمار أيضا مهم في هذه الأعمال فالنوع الخليجي مختلف تمام الإختلاف عن حمار جنوب المملكة وبالتالي يتضح تصنع المشهد في المسلسل.