شخصيتك مفتاح نجاحك في العمل
إنّ كل موظف يتطلع إلى أن يكون ذو شخصية متميزة في بيئة العمل، وهذا حقٌ مشروعٌ لكل فرد طالما أنه لا يتم على حساب الزملاء الآخرين، ولكن قلةٌ من يدرك أنّ حجم الإنجاز والإخلاص في المهام المناطة إليه لا تمثل مربط الفرس في ذات الموضوع، فكم من مجتهدٍ في عمله لم يساعده إجتهاده وتفانيه من إحتلال المكانة الوظيفية التي يتطلع إليها، بينما هناك من زملائه من هم أقل منه إنتاجية ولكنهم حازوا على ثقة رؤسائهم وكل من تعامل معهم ولو لبرهة، بعيداً عن مربعّات التدليس، ولبس جلباب الرياء، أو المحسوبية.
ولقد خاض الباحثون حول السمات الشخصية أبحاثًا كثيرة ومتشعبة، ومع أنهم فحصوا آلاف السمات خلال السنوات الماضية، إلا أنهم لم يجدوا بعد هذا البحث المُضني غير خمسة أبعاد عامة تصف لنا الشخصية، وهذه الأبعاد تسمى «الخمس الكبرى» من عوامل الشخصية،. وكل عامل يمكنه احتواء نطاق واسع من السمات المحددة.
وهذه العوامل الشخصية الخمسة تصف لنا " سمة انبساط الفرد مع العالم الخارجي " وإنه غير متحفظ، واجتماعي وجازم، ومشجّع للعلاقات الشخصية، " وسمة قبوله وانسجامه وتناغمه مع الآخرين " فهو يقدم نفسه على أنه شخص طلق المحيّا، محبوب، متعاون، متسامح، متفّهم وموثوق فيه، " وسمة استقراره العاطفي " من خلال درجة هدوئه ، وحماسه وثقته بنفسه، وليس توتره واكتئابه ومزاجه وتزعزعه واضطرابه، " وسمة الوعي والشعور " التي تبرز تصرف الشخص الواضح الأهداف والمتسم بالمسئولية والإستقلالية والإصرار والاتجاه نحو الإنجاز. " وسمة انفتاحه على التعلم " والخبرة التي تعكسها درجة إبداعه وإحساسه، وتذوقه الفني، وتقبله للأفكار والخبرات الجديدة.
كما أن هناك مدخلٌ آخر لتعزيز مكانة الشخصية في بيئة العمل وهو مدخل " الذكاء العاطفي " المتمثل في درجة الوعي بالذات، والقدرة على إدارتها بفاعلية وإتزان، والتمتع بالإدراك والوعي الإجتماعي، والوعي بأهمية الآخرين والقدرة على التواصل معهم وبناء علاقات إيجابية بينه وبينهم، والإستجابة لمشاعرهم والتأثير عليهم. ومن هنا يُحسن الاستماع والاتصال بوضوح ويعامل الآخرين بحب واحترام.
ومعظم الدراسات الحديثة وجدت علاقة إيجابية قوية بين الأداء الوظيفي العالي والذكاء العاطفي. وبدأت كثير من جهات الأعمال في استخدام اختبارات الذكاء ( ( EQلقياس الوعي الذاتي ومدى القدرة في التقمص العاطفي والقدرة على بناء علاقات إيجابية مع الزملاء. وفي أوقات التغيير والأزمات يعتمد المدراء على هذه الاختبارات في مساعدة العاملين للتغلّب على القلق والضغوط التي يواجهونها في ساحات العمل وحياتهم الخاصة، فأرجوا استثمار هذه المعطيات لرسم خارطة طريقك نحو تسلق السلم الوظيفي بكفاءة واقتدار.