هل أنت قائداً تحويلياً ؟
عرّف (Burns) القيادة التحويلية على أنها " عملية يسعى من خلالها القائد والتابعين إلى النهوض بكل منهم الأخر للوصول إلى أعلى مستويات الدافعية والأخلاق " وبناءً عليه تسعى القيادة التحويلية إلى النهوض بشعور التابعين وذلك من خلال الإحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقية مثل الحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام، والإنسانية.
ففي حين يركز الرئيس لنمط القيادة الإجرائية على تبادل المنافع بينه وبين المرؤوسين حيث يؤثر كل منهم في الآخر وذلك بأن يحصل كل من الفريقين على شي ذو قيمة، كأن يقدم الرئيس للمرؤوسين شيء يريدون الحصول علية على سبيل المثال، زيادة المكافآت، في مقابل أن يحصل الرئيس على أشياء يرغب بها كزيادة الإنتاجية أو خلافه.
فإن سلوك القيادة التحويلية يركز على منظومة القيم والمعتقدات الشخصية، وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين ، فالقائد التحويلي يتحرك في عمله من خلال نظم قيمية راسخة كالعدالة والاستقامة ، وتُسمى تلك القيم (القيم الداخلية) ، وهي قيم لا يمكن التفاوض حولها أو تبادلها بين الإفراد، ومن خلال التعبير عن تلك المعايير الشخصية يوحِّد القائد التحويلي أتباعه ويستطيع أن يغير معتقداتهم وأهدافهم.
وتنطوي " القيادة التحويلية " على مجموعة من الكفاءات الأساسية كإيجاد حجة مقنعة لتبنى التغيير - حيث يشرك القائد جميع العاملين في إدراك حاجة المنشاة لتبنى التغيير، وإحداث تغيير في البناء التنظيمي للتأكد من أن التغيير بني على أساس تفهم عميق لإحتياجات بيئة العمل ودُعِم بمجموعة من الأدوات والعمليات، ومشاركة وإدماج جميع الموظفين لبناء الإلتزام بعملية التغيير، وتنفيذ التغييرات والمحافظة عليها، وتطوير قدرات الموظفين للعمل على مواجهة متطلبات التغيير ودعمهم ومساندتهم خلال مراحل التغيير .
وختاماً فإن القيادة الفعالة والناجحة تمثل نوعاً من العلاقات التي تنشأ بين المدير والموظفين العاملين معه في موقف جماعي معين تهدف إلى إحداث التأثير على الموظفين حتى تتحقق الأهداف. لذا فإن القائد يستمد سلطته من رضا الجماعة عنه النابعة من إيمانهم بقدرته على قيادتهم إلى تحقيق الأهداف، مما يتطلب الطاعة والإمتثال من جانب الجماعة في تنفيذ الأوامر والتعليمات بكل أمانة وإخلاص .