و ما زال للعجل خوار ! - الجزء الأول
لكل جماعة نشطة أو تيار فاعل مشروعاً و مجموعة من الأهداف التي يسعون لتحقيقها ، وتختلف هذه الأهداف حسب نوع المشروع وكذلك تختلف بحسب القائمين على هذا المشروع سواء كانوا "متشرعة" حيث الدين نصب أعينهم أولاً ، ثم الإعتبارات الدنيوية ، أو "دنيويين" حيث إنهم لايهمهم إلا المصلحة الدنيوية و الغاية تبررها الوسيلة بل إنهم وفي أحيان كثيرة يطوعون الدين ويحرفونه لخدمة مشروعهم ومصالحهم .
في هذه السلسلة سأتحدث إن شاء الله عن الصنف الأخر الذي لا يزال الكثير منهم يدعي تمسكه بالدين عموماً و يتشدق بتمسكه بالنهج " الشيرازي" ، وسأورد في هذه السلسلة جملة من الشواهد التي إنتهجها هذا التيار تحت قيادة رموزه ، و التي تدل على إنقلابه على الثوابت التي أُسِس عليها النهج الشيرازي ، وسأسلط الضوء أكثر على إنقلابهم في الجانب العقائدي لأهميته .
كان أول إظهار لخلاف عن نهج الامام الشيرازي - قدس سره - هو الإجتماع الذي عقده رموز هذا التيار في دمشق في نهاية الثمانينات مع محمد مهدي شمس الدين ليروجوا بعد ذلك لمنهجه ، ثم الضرب بقول الإمام عندما نصحهم بالعدول عن قرار النزول الذي اتخذه هؤلاء على حين غفله أو حتى الإبقاء على نشاط لهم في الخارج وكان قرارهم الرجوع وغلق جميع الإرتباط الخارجي وهذا ضد المنهج الذي أقترحه عليهم الإمام ، والآن يدّعون إتباع منهجه !؟
كان القوم متأثرين بل ذائبين بأفكار محمد شمس الدين ونظرياته وكان هذا جلياً أيضاً بالإنقلاب الذي قادة حسن الصفار في حادثة المكتب الشهيرة عندما عدل عن تقليد الإمام ثم ضرب في في نظرية "شورى الفقهاء" وقام بترويج لنظرية شمس الدين "بولاية الأمة على نفسها" ، ليتحرر بذلك من فكر ونهج الإمام الشيرازي الذي لايخدم مشروعه وما يصبوا إليه هو وجماعته وقال كلمته الشهيرة " نحن وصلنا لنضج سياسي كافي ولانحتاج لمرجعية لتسدد خطانا " !! ،والآن يدّعون إتباع منهجه !؟
فالتحرر من عباءة المرجعية الشيرازية كانت سبيل لهم للتحرر وبث الأفكار التي يؤمنون بها وكذلك الأهداف التي يسعون إليها كسياسيين متلبسين بزي الدين !
في الجزء القادم سأتناول إن شاء الله العقائد والشعائر والدور المخالف الذي إنتهجه هذا التيار لتنقيحها و تعديلها لتوافق رؤيتهم و أهداف مشروعهم !؟ .