أغنياء تحت خط الفقر
العديد من الناس سيُبلون كثيراً في الحياة إن كان لديهم فقط من يحمسهم ويحفزهم ويعيد شحن طاقتهم ويُلهمهم طوال الوقت، بيد أنّهم لا يبادرون بالقيام بذلك بأنفسهم، وبالتالي فإنهم يقبعون دوماً في منزلة متوسطة، فهم يعتمدون على الآخرين لإمدادهم بالقوة الحركية، فعندما تثني عليهم وتعزِّز آمالهم وتشعل طموحهم بأن تخبرهم بما هو ممكن بالنسبة لهم، فأنت تعيد شحن طاقتهم كما يشحن المرء بطارية سيارة، وهم يحافظون على هذه الحماسة لبضعة أيام، وتظن أنهم سيصيرون أشخاصاً مختلفين ويحافظون على هذه الحماسة، ولكنهم يتهاون فجأة فتخور قواهم ويحتاجون لإعادة شحن لا محالة.
إنهم يبدون عاجزين تماماً عن تحفيز أنفسهم، ويفتقرون إلى روح المبادرة والتوجيه الذاتي، فلا بد من تحريكهم مثل قطع الشطرنج على لوحة اللعب، فعندما يدركون أنهم يقفون بمفردهم، دون وجود أحد يتكئون عليه أو يمدهم بقوة حركية فإنهم يتسمّرون في مكانهم، فلا يبدو أنهم يعرفون ما عليهم فعله.
إنّ هناك العديد من الناس " رجالاً ونساءً " الذين يتأجج بداخلهم الطموح للبدء، ولكنهم يفتقرون إلى القوة الدافعة الذاتية، إنهم ينتظرون حدوث شيء ما .. إنهم ينتظرون أن يدفعهم شخصٌ آخر لمنزلة مرموقة، وينتظرون أن يحسِّن من شخصياتهم صديقٌ مؤثر.
يتسم هؤلاء الأشخاص بالمقاومة المحدودة، إنهم يرغبون في تحقيق النجاح ولكنهم يخشون المقابل، فالحياة الناجحة مُجهدة للغاية، وهناك الكثير من الصعوبات بها، فهي تتطلب قدراً كبيراً من التشبث بها والصمود في مواجهة ما يبدو أنه عوائق لا تُقهر.
إنّ هؤلاء يجوبون الحياة وهم يعرفون أنها تحمل لهم شيئاً ما في مكانٍ ما، وأنه عن طريق مصادفةٍ ما سيأتيهم هذا الشيء إن هم انتظروا فقط وقتاً كافياً، وفي الوقت ذاته يرضى هؤلاء بتلقي الدعم من الآخرين، بيد أن هذا الإعتماد المطلق على الآخرين يُعدُّ إفتقاراً صارخاً للإعتماد على الذات، وهذا الإعتماد على القوة الخارجية التي تأتي من الغير بالرغم من الإمكانيات والقدرات الكامنة في أعماقهم يعتبر مميتاً لأي تقدمٍ وإنجاز. فهل سيكتشف " هؤلاء الفقراء " الكنز الإلهي المستتر في أعماقهم ويبادروا إلى استثماره بعزيمة وإصرار؟ أرجو ذلك .