شوربة للنجاح
هل تريد أن تصبح شخصاً أعظم في مهنتك من الشخص الذي أنت عليه الآن؟ هل تريد أن تصبح أعلى شأناً وأكثر نُبلاً وأعمق تقديراً؟ إذن لا بدَّ لك أن تتخلّص من كل المشاعر السلبية كالخوف، والضغائن، والمقارنة، والغضب، وشجب الذات... ولا بدَّ لك أن تعطي لكي تأخذ، وأن تحب الشخص الذي تريد أن تكونه، ولا بد لك من نسيان القديم حتى تعيش الجديد.
إنّ المهم ليس ما تفكر فيه بعقلك ولكن بقلبك، لأن هذه الأفكار لا بد أن تتشرب بالعاطفة ويصاحبها شعور بأنها صحيحة. إنّ أي فكرة تركِّز عليها تستثير استجابة عاطفية بعينها، وعندما تواصل القيام بذلك، فإنها تغوص داخل عقلك اللاواعي وتخترقه وتصبح إلزامية، وبالتالي تصبح أنت مُرغماً على أن تكون وتفعل وتجسِّد ما تخيلته وتأمّلته.
تأكد - يا عزيزي - إن لم يكن طموحك حيّاً بشكلٍ كامل، أو كان متقطعاً، أو كان يتعرض للفتور المستمر، خاصة عندما تواجهك تحديات أو إحباطٍ لم يكن ضمن دائرة توقعاتك، فإنه يتحتّم عليك إعادة بناء ذلك الطموح وتقويته بكل طريقة " مشروعة " ممكنه، وأولى هذه الطرق المُمكنة في إعتقادي هي أن تبادر إلى تحديد الشيء الذي تحب القيام به ثم تقوم به، فإن كنت لا تحب عملك، فليس بمقدورك أن تعتبر نفسك ناجحاً به، حتى لو اعتبرك كل من في العالم ناجحاً، فعندما تحب عملك تتأجج بداخلك رغبة عميقة في القيام به على أكمل وجه ممكن.
أمّا الخطوة الثانية لتحقيق النجاح تكمن في حرصك على تحقيق التخصص في مجال معين من مجالات عملك، والعمل بكد للتفوق فيه، ولا بد أن تحثك حماستك على معرفة كل ما هو متاح عن هذا المجال التخصصي، ولا بد أن تكون شغوفاً بهذا العمل وترغب في تسخيره لكل من يمكنه الإستفادة منه في بيئة العمل دون فضلٍ أو منة.
والخطوة الثالثة والآخيرة لبلوغ ذروة النجاح الوظيفي تتمثّل في أن تكون واثقاً من أن الشيء الذي تريده لن يفضي إلى نجاحك بمفردك، فلا يجب أن تكون رغبتك أنانية، بل لا بد أن تحقق النفع العام لكافة مفردات ومكونات بيئة العمل مهما اتسعت رقعتها، وتعددت فروعها، وهذا يعني بالضرورة أن تتناغم فكرتك مع غرض خدمة الكيان ككل، لأنها والحال كهذا ستعود عليك حتماً بالسمعة الطيبة والصيت الحسن.
تذكّر أنه أثناء تفكيرك للوصول إلى قمة النجاح لا يجب أن تنسى أو تتناسى قط القوة الإبداعية الكامنة في عقلك اللاواعي، فتلك هي الطاقة التي تختبئ وراء كل خطوات أية خطة للنجاح مهما صغُر حجم المهمّة التي أنت بصدد القيام بها، إنّ أفكارك مُبدعة، والأفكار الممزوجة بالمشاعر تصبح إيماناً ذاتياً فلا تتأخر إن كنت لم تبدأ بعد.