عندما استضافَ عبدالغني السنان، العابرَ على قبره

حكايَتُـهُ  العِطْـرُ،  انْكَتِـبْ  أيُّـهـا iiالعِـطْـرُ...
نِـكـايَـةَ  شِـعــرِي بالبَخيـلـيـنَ يـــا iiدَهْـــرُ!
قطـيـفـيٌّ  احـلَـولَـتْ بِـــهِ سـيــرَةُ iiالـقَـنَــا،
سُـعُـوديٌّ  اسـتـذْرَى بِــهِ الـبِــرُّ iiوالـكِـبـرُ!
دسـيـسَـةُ ظـــلٍّ درَّبَـتْــهُ عـلــى iiالــنَّــدَى،
كمـا  انتشَـرَتْ فــي الــلازَوردِ يــدٌ iiبَـحـرُ!
فحَـيَّ  عـلـى هــذَا الـشَّـذَى، إنَّــهُ iiشَــذَىً،
وحــيَّ عـلـى خـيــرِ الـتّــلاوةِ يـــا iiذِكْـــرُ!
مــؤدَّاهُ:  كُــنْ رحـبـاً تـكُـنْ صَاحِـبَـاً iiأبَــاً،
وفحواهُ:  كُنْ  ظَهرَاً.. يكُنْ كونَكَ iiالصَّـدرُ!
وَمَـــن  مـــدَّ  أسـبــابَ الـكـفـافِ، iiفمـثْـلُـهُ
لَـيَـالِـيَ  قَـــدْرٍ، أسْـطَــرَ الــقَــدَرَ iiالــقَــدْرُ!
فـيـا.. هُـــو، مُستـثَـنـىً، تـكــادُ iiسَـمـاحَـةٌ
تشِـيـعُ،  كــأنْ يُحـكَـى فيَنْـهَـمِـرُ iiالـزَّهــرُ!
فقُلـتُ:  أهـذَا  كـانَ؟، كــلا، يـكُـونُ؟.. iiلا،
بَلـى  سيكُـونُ،  الظّـلُّ والأربُــعُ iiالخُـضـرُ!
ومـــا  أخَــــذَ الــــوُرَّاثُ مــــن iiتـرِكـاتِــهِ،
سِـوى  أريحـيٍّ وفـرُهُ الـحُـبُّ لا iiالـوفْـرُ...
أطـالــعُ  فـــي أحــوالِــهِ، فـتـطـيـبُ iiلِــــي
مُطالَعَتِـي،  مـا  يفـعَـلُ المُعـشِـبُ iiالنَّـضْـرُ!
ومـا  فـي يــدي أنْ أتَّـقـي عَـصْـفَ iiفِـكْـرَةٍ
مُطـاوعـةٍ،  أدهــى الـغِـوَى ثـيِّــبٌ iiبِـكــرُ!
وفكَّـرتُ  فِــيَّ:  الثِّيـمـةُ الآنَ.. فــي يَــدَيْ
مَـن  اقـتـصَّ مِــن شُــحٍّ، فـأيَّـدَهُ iiالنَّـصـرُ!
فــإنَّ  اللـئـامَ  استجمـعُـوا أمـرَهُـم iiلَـهُــمْ،
عِشَاءً،  وقالُوا:  نحنُ.. لـو يُمنَـعُ iiالقَطـرُ!
أشِــحَّــةٌ  استـبـقـاهُـمُ الـنّــكَــدُ، iiاقـتــفَــى
تفلُّتَـهُـمْ  مِـمَّـا يَــرَى الـطِّـيـبُ iiوالـطُّـهـرُ..
..  عـلــى  كـرنـفـالاتِ الـغُـبــارِ لـعـائـنِـي،
فـإنِّـي  مُــذ استمزجـتُـهَـا جـــارِحٌ نَـسْــرُ!
رأيـتَ  غُـبـارَ  الأمــسِ؟، كــانَ iiعجـاجَـةً،
أغــارَ  عـلـى  نظَّـارَتـي مُـفـتَـرَىً iiعَـفْــرُ..
كـــــأنَّ  عـمـالـيـقـاً  خُـرافــيَّــةً مَــشَـــتْ،
فــثــوَّرَ نــقْــعٌ قـسـطَــلٌ عِـثـيَــرٌ iiذعــــرُ!
أهــــذَا  غُــبــارٌ؟، أم رُفـــــاتُ iiمُـــــرُوءَةٍ
يـهُـبُّ  مــن المـوتـى، وعاصِـفَـةٌ iiصَـبـرُ؟
حساسيَّـةٌ  مــن ذَرَّةِ الـرَّمـلِ؟، كـيـفَ iiهــا
تصـحَّـرَت  الأرواحُ، واستـفـحـلَ iiالـــذَرُّ؟!
فلـيـتَ  غُـبـارَ  الطّـلـعِ هـــذا الّـــذي iiأرى،
ولــكــنْ  غُــبــارٌ مــالِــحٌ كــالِـــحٌ iiمُـــــرُّ!
..  فإنَّ  اخضِرارَ  الأرضِ من طَبعِ iiأهلِهَا،
فـــإنْ  يَـبـسُـوا فـــالأرضُ مُنـتُـبَـذٌ قَــفْــرُ!
أنــا  الآنَ فــي حـيـثُ الـمـهـبُّ، iiحبيـبـتِـي
تُرتِّبُنـي،..  ســرجَ  الأعاصـيـرِ يــا مُـهـرُ!
تـقُــولُ:  ازْدَهِـــرْ!، لا كـثَّــرَ اللهُ iiخـيـرَهَـا
بِــــلادٌ  أعــــارَتْ نـحـلَـهَـا، إنَّــــهُ كُــفــرُ!
تــقُـــولُ: حـبـيـبــي، إنَّ قـلــبَــكَ iiمــائـــلٌ
على  حائطي،  قلبي  لك.. الورْدُ والجمـرُ،
أقُــــولُ:  تـمـنَّــيْ أيَّ شَــــيءٍ، iiغـمـامــةٌ
مُطـهَّـمـةٌ..  أم نـجـمـةٌ فـوقَـهَــا قَــصْــرُ؟
لعينـيـكِ  تــاجُ  الــرُّوحِ، أطـلُـبُ iiوصْلَـهَـا،
أُكــابِــدُ سِــــرَّاً مــــا يُـكـابِــدُهُ iiالـجَـهــرُ..
أُراسِـلُــهَــا  حــتَّـــى يـفــيــضَ iiبـريــدُهَــا
من  الورْدِ،  حتَّى يُـورقَ المـاءُ iiوالصَّخـرُ
..  إذَا هاتفَـتْـنِـي، فالـخُـلُـودُ أبـــي iiأبـــي،
وإنْ  هجرَتْ،  منفايَ  من وصلِهَا الهجـرُ!
أُحبُّ  اسمَهَا،  لو كنتُ في أحرفِ iiاسمِهَا،
لكلَّلَـنِـي  الـجُـوريُّ،  واحتـازَنِـي iiالـخَـمْـرُ!
لـقَــدْ  عـلِـمَـتْ  أنِّـــي أُحـــبُّ iiانـتـمـاءَهَـا،
لِريـحـانـتِـي  أو قـهـرمـانـتِـيَ iiالـشُّــكــرُ..
..  يُريدُونَنـي  كالنَّـاسِ؟، كنَّـاسُ لُـؤلُـؤي،
ومــا  سُبـحَـتِـي  إلا الـكـواكِـبُ لا iiالـــدُرُّ..
لـهــذَا  اسـتـخْـرتُ  الـرّازقـيَّـةَ خـاصَّـتِـي،
هديـلاً  هديـلاً،  تُشـرِقُ الــرُّوحُ iiوالفـجـرُ!
لَـهُ  لِـي، ومنِّـي مِنـهُ، كيـفَ اسـتـدلَّ iiبِــي
على  جهتي، هـذي الرِّشَـا، هـذه iiالبئـرُ...
وقُلتُ:  جوادي يا جوادي.. احتَشِـدْ iiوشِـدْ
لهَـذَا  الّـذي استـهـواهُ، بالبُـخُـلِ، iiالـغَـدْرُ!
لـهـذَا  الّــذي إنْ يُـسـرَد.. اكتَـرَثَـتْ يـــدِي
صَنائعَ،  شِعري  بعضُهَا الآنَ.. iiوالذّخـرُ..
مــرَرْتُ  حـوالَــى قـبــرِهِ، iiفاستضَـافَـنِـي،
تمـوضَـعَ  كالأعجُـوبـةِ الـجَـزْلُ iiوالـقِــدْرُ!
ومـا فـي الأساطـيـر الـقِـرَى، غـيـرَ iiأنَّــهُد
عانِـي،  ولَـم  أعـرفْـهُ،  فليَبـكِـه  iiالشِّـعـرُ!
..  كذلـكَ  جلَّـى الرَّائـعُ، اسْتسمَحـتْـهُ iiلِــي
طريـقَـتُـهُ،  فـارفــضَّ يُنـبُـوعُـهُ iiالــحُــرّ..
أخا  الأرضِ،  أعْربْها، وكُنْ في iiصفاتِهَـا،
أنـا  أُعـربُ  الخـطَّ الّـذي تحـتَ، يـا iiحِـبـرُ!
..  حُزيرانُ نُضجُ الرّيح، نَمْ فـي iiسريـرِهِ،
أفانـيـنُ  أعــذاقٌ، ومِــن عَـسَـلٍ iiشَـهــرُ..
ذراعـاكَ،  هـل  صُدِّقْـتَ؟، مــا iiصالَبتهُـمَـا
سـجـيَّـةُ  خـوَّافـيْــن أن يـنـقُــصَ iiالـتِّـبْــرُ!
..  يدانِ  مِـن البسـطِ الجميـلِ، هُمَـا iiهُمـا،
فَمَا  سُلِّمَ  الكافُـورُ،  مـا استُـودِعَ السِّـدرُ؟
رأيــتُ  رِجــالاً  مِـــنْ نِـشَــاً، iiيستعـيـرُهُـمْ
جفافُ  المرايـا..  أوجُـهٌ  مِـن نشَـاً صُفـرُ،
شُخُوصٌ  غُباريُّونَ،  عـبءٌ علـى iiالنَّـدَى،
وإلا،  لـمـاذَا أنــتَ؟، فــي لافِــحٍ.. iiخِــدرُ؟
بــهــالــيـــلُ إلا نــــجـــــدَةً ونَـــبَـــالَــــةً،
سَبيكـةُ  ثَلْـجٍ غــصَّ فــي شَمعِـهَـا iiقَـهـرُ!
فـقُـدِّمــتَ  لِــــي غـربـالَـهُـمْ، إنَّ iiبـالَــهُــمْ
رمـادٌ،  فمـا تُـجـدي الغرابـيـلُ يــا iiجـمـرُ؟
أقُولُ  بهِ:  فاضَـتْ، علـى النَّـاسِ، iiنفسُـهُ،
..  فهلْ  لِي مِن عُذرٍ إذَا ضَاقَ بِي العُذرُ؟!
تــمُـــوتُ لأرثــيـــكَ، الـمــدائــحُ iiنَـــثْـــرَةٌ
وكَـثْــرَةٌ،  اخـتَــرْ، إنَّ مـدحـيـكَ iiلَلْـفَـخـرُ..
..  إذَا أنــا لـــم أعُـــطِ الحـديـقَـةَ iiحـقَّـهَـا،
ثُـكـلـتُ  إذَاً شِـعــري، إذَا لَــــزِمَ iiالأمــــرُ!
ومـــــا أريـحــيَّــاتُ الــحــريــرِ iiمُــكــابَــدٌ
ثَـقـيــلٌ، ولــكِــن نُــــدرَةٌ أيُّــهَــا iiالــوَتْــرُ!
وهَـل  يُدفَـنُ  البحـرُ؟، المعـاولُ iiأعـولَـتْ،
أهيلُوا  عليه  الرّملَ..  هَـل يُدفَـنُ البحـرُ؟!
تَــوتَّـــرُ أقـــــوَاسُ الـــــرَّدَى!، iiفـكـأنَّـهَــا
عجـائـزُ  مــالُ  الظَّـهـرُ منـهُـنَّ iiوالعُـمـرُ..
تقُـولُ  لـهُ:  مُـتْ/ مـاتَ/ لا/ لـم يُـمـتْ/ iiإذَاً
تَشَبَّـهْ  بموتـى!، هـا رمـيـمٌ وهــا iiحَـفْـرُ..
يـقُــولُ  لـهــا: ارتـــدِّي شـظـايـا، فـإنَّـمــا
لِيَ  العيـشُ  موفُـورَ الجنَـى، ولَـكِ iiالقَبـرُ!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمدي
3 / 8 / 2009م - 1:25 ص
رائعٌ تلو رائع ..

هو من قامات بعض هاتيك النخيل

.. المتفجَّع عليها ..

كمثلك قامة ..