ذروني أقتل موسى

 

 

بعد أن رأى فرعون من الآيات والبيّنات على صدق موسى عليه السلام ودعواه، وأن عليه أن يرسل معه بني اسرائيل لبر الأمان وللحياة الكريمة، بعد ما عبّدهم وصيرهم في خدمته وخدمة زبانيته، وبعد أن قتّل أبناءهم وستحيى نسائهم..

كان لا بد لنزعات الأنا وطغيان السلطان أن يكون له آثاره في عدم سماع الأصوات الرغبة في الحرية ..

هكذا يتجدد الصراع بين الرغبة الجامحة في الاستعباد والاستبداد، وبين رسالات تحرير الإنسان من أتون هذه القيود الوثنية، لساحة الحرية المتأصلة في عبودية الله الواحد الأحد.

وهكذا ديدن الفراعنة وندمائهم في سحق واستنزاف الشعوب، ونهايتهم لغيابات الجب ..

ها نحن في الضفة الأخرى ..


فهاهنا فرعون بما لديه من جبروت، وهاهنا "موسى" شعوب قد كشفت يدها البيضاء من غير سوء، قد استحقت الاعتزاز بها، والفخر لأفضالها ولأعمالها السحرية البراقة، التي كونت لبنات هذا الوطن، حباً وتقديساً للوطن !

بيْد أن فرعون هو فرعون ..

فلا يمكنه أن ينحني إجلالاً وإكباراً  لهذه الشعوب، إلا أن يسحقها بسياطه ..

أو يجر خيله ورجله عله يظفر بهم ..

فهل تُراه حين يشاء تُقدّر له المشيئة ذاك ..
أم تراه لموسى عصاه تفلق البحر لنجاته ومن آمن معه بالحرية ..
وحيث لا ينفع فرعون إيمانٌ بعد ذاك .

وحيث الغرق – فينجيه ببدنه ليكون آية

مصم جرافيك ومدون