من قضايانا قلعة تاروت امتزاجٌ للمشاعر
قبل بضعة أيام قررت مجموعة قطيف الغد تنظيم فعالية تعريفية لأحد أبرز المناطق الأثرية في القطيف والتي تعد أقدم معلم أثري على طول الساحل الشرقي للمملكة والخليج، إنها قلعة تاروت .
قررت زيارتها قبل موعد الفعالية للإطلاع على الموقع وتحديد ما نحتاجه لإنجاح هذه الفعالية على أكمل وجه ، وكنت برفقة المؤرخ الأستاذ سلمان الرامس.
وكان الحديث معه ذا شجون ، فقد رأيت امتزاج المشاعر في حديثه واختلاطها بين العشق للتاريخ العريق الذي تزخر به هذه القلعة، وبين الحسرة على ما آلت إليه القلعة وحالها من إهمالٍ وتسييجٍ بسور شبكي يشوه مظهرها المعماري الجميل، ويمنع الزائرين من الدخول والاستمتاع بالتأمل في هذا الفن المعماري .
قلعة تاروت هي قلعة أثرية بُنيت على تلة مرتفعة مستوطنة من ٣٠٠٠ عام قبل الميلاد ، و تتكون من عين نضبت كما نضب جل عيون المنطقة، و يعود تاريخها إلى ٢٠٠٠ عام قبل الميلاد على أقل تقدير ، ويعود تاريخ القلعة الى أكثر من ١٠٠٠ عام تقريبا إلى العهد العيوني أو القرمطي كما يشير إلى ذلك بعض الباحثون.
كنت مندهشا جدا و أنا أستمع لهذا السرد التاريخي من المؤرخ الرامس للعمق التاريخي للقلعة والتي تعد منبع حضارة دلمون التاريخية.
حينها فقط فهمت إمتزاج المشاعر التي كانت ظاهرةً في حديثة وشاركته إياها .
فـ إلى متى سوف يستمر الإهمال وهل سيطول إغلاق القلعة في وجه الزائرين ؟!