جهاد النفس



رَمتني بداها حين بان عُراها
وألقت على ظهري ثقيلَ رِداها

وكم كُنت مأنوساً بحولي فأظهرت
مكامن ضعفي في جوار قِواها

أُباعِدها جهدي تعود كأنها
أدارت على عنقي جميع يداها

ونفسي وإن هانت ضعيفٌ أمامها
أُحاول طياً ما استطعت مداها

وصعبٌ على طبعٍ تكوَّر بالثرى
يطاول أعناق العلى وسماها

تُداخلني مابين فعلي ونيتي
وتُلقي بروعي سيئات مُناها

ولولا يقيني أن ربي يعينني
عليها لأردت غايتي برداها

ومالي سواها من خليلٍ وإنها
يطول بعمري إن بقيت بقاها

تقاسمني برداً وحراً كأننا
جمعنا بجسمً ضمني بأناها

شريكا حياةٍ غير أن مقودها
بكف وحيدٍ لا بكف سواها

أجاهدها صوماً لعلي أرُوضُها
وإن كنتُ أظما في سبيل ظماها

فيا خالقي أفرغ علي تصبراً
لأقوى على نفسي العظيم أذاها

جهادُ الهوى والنفس أعظمُ معركٍ
وأمضى جناناً من يفوز وجاها