على ذكراك

 

على ذِكراك تزدحِمُ القوافي
وتَكثُر عِند مَرثاك السوافِي

وتُهمِلُ عند ذِكرِكَ كُل عينٍ
بدمعٍ ليس مُنحَسِرِ الضِفافِ

يفيضُ الدمع سيالاً حزيناً
لِيجرُفَ كل شيءٍ بالخِلافِ

على شيبٍ بمِحرابٍ خضيبٍ
عفيرِ التُرب مكسُو العَفافِ

وقد أضفَى عليهِ السُمُّ لوناً
فَلُوِّنَ مِن عَنى السُمِ الزُعافِ

فقِف وانعى بِأَرضِ اللهِ ديناً
تَهدَّمَ رُكنُهُ بِيدِ الضِعَافِ

على طَودٍ تَهدَّمَ حِينَ صَلَّى
ولم يُهدَم بوقتِ الإصطِفافِ

وأقفَرتِ البِلادُ بموتِ طه
وبعدك قد أُحيلَت للجفافِ

فيا عدلاً أَبوا أن يتركوهُ
ليُظهِر من لَدُن عِلمٍ خَوافِي

ويا نبعاً لِوحَي الله عَذباً
مِن الأكدارِ والأدرانِ صافي

تناها بالتأسُّفِ كُلُ شيءٍ
فعبَّر بالدموعِ وبالهِتافِ

تهدَّم بالهدايةِ كُلُّ رُكنٍ
وفُصِّمَت العُرى والحقُ خافِي

ألا ياليتَ حيدر ظلَّ حياً
وليتَ الدَهرَ أعطَاهُ الكَوافيِ

لقد فُجعَ الوجُودُ بِصِنو طه
وجُرحُ الدهرِ لن يشفيهِ شافِي