في منتدى القطيف الثقافي ( الدكتور الفرج )
المظهر الرائع وفخامة المنشئات لاتصنعان الجودة في الخدمات الصحية
المظهر الرائع وفخامة المنشئات لاتصنعان الجودة في الخدمات الصحية
وسط حضور جماهيري نوعي ، أقام منتدى القطيف الثقافي ندوة بعنوان "الجودة في الخدمات الصحية بين الواقع والمأمول" ألقاها الدكتور حسن عبدا لمجيد الفرج مدير الخدمات الطبية في مستشفى القطيف المركزي واستشاري المسالك البولية وقد أدار الندوة المهندس صلاح الدعلوج حيث استهلها بتعريف الجودة وبيان إسهامات بعض علماء الجودة العالميين.
ومن ثم ابتدأ المحاضر بصورة كاركتيرية توضح فيها موظف استقبال بأحد المستشفيات يرد على أحد المراجعين :برجاء عدم الإحراج لعدم وجود سرير ويعطيه بعض المسكنات ، ثم تحدث الدكتور الفرج عن بعض الحقائق والأرقام للأخطاء الطبية وأنها مشكلة عالمية تعاني منها جميع دول العالم بما فيها الدول التي تمتلك أنظمة صحية متطورة حيث تؤكد الدراسات حسب الدكتور إلى أن5 ملايين شخص ماتوا خلال العقد الماضي في كل من أوروبا وكندا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزلندا بسبب الأخطاء الطبية وأن قيمة الخسارة الناتجة عن تلك الأخطاء هو بمقدار1 تريليون دولار ، وأن عدد الأخطاء الطبية في الولايات المتحدة تصل إلى ثلاثة أضعاف عدد ضحايا حوادث الطرقات البالغ ثلاثة وأربعون ألف شخص سنوياً ..
وأورد أرقاماً مماثلة في بقية الدول الأوربية ، ثم تطرق إلى أن الدراسات الصحية في المملكة أكدت أن نسبة الأخطاء الطبية التي تحدث أثناء الولادة تبلغ 27% وأثناء العمليات الجراحية 17%والباطنية 13%والأطفال 10% ومن هنا ربط الدكتور الفرج بين تفاقم الأخطاء الطبية وضرورة الإلتزام بمبادئ الجودة للحد من تلك الأخطاء ، وبعد تقديم عدة تعريفات عالمية للجودة ، تطرق إلى مبادئ تحسين الجودة وهي التركيز على المستفيد (المريض والعاملين )ومفهوم العملية والنظام.
والتزام الإدارة، والعمل بروح الفريق الواحد،والاعتماد على البيانات والإحصائيات وأشار إلى الحاجة للتعرف على احتياجات المريض وتوقعاته والالتزام بها وضرورة الحصول على الاعتماد من قبل هيئات الاعتماد المهني، ثم تطرق إلى بعض المفاهيم الخاطئة عن الجودة على أنها تعنى المظهر والروعة والمباني الفخمة والأجهزة المعقدة ، بل هي تقديم الرعاية الصحية المناسبة والضرورية لمن يحتاجها في الوقت المناسب بأفضل طريقة وبالموارد المتاحة ، وأن الجودة يمكن قياسها بمدخلاتها ومخرجاتها من إجراءات وعمليات إدارية وقياس مستوى رضا المستفيدين وغيرها.
والتطبيق الصحيح للجودة لا يتطلب نفقات عالية بل يوفر النفقات من خلال تفادي الهدر وإعادة العمل والإزدواجية ، وأن الجودة هي مسؤولية الجميع وليست مسؤولية إدارات الجودة وحسب ، ثم أوضح استراتيجية المنشئات الصحية المقترحة للوصول إلى الجودة وهي صياغة التوجه الاستراتيجي للمنشأة المكونة من الرسالة والرؤية والقيم والأهداف التشغيلية ..،
وتطبيقها ،ومن ثم تطرق إلى أبعاد وعناصر الجودة في المستشفيات التي ينبغي التركيز عليها وهي ثلاثة عشر عنصراً وهي فعالية الرعاية ، وكفاءة تقديم الخدمة ، والمقدرة التقنية ، واستمرارية تقديم الخدمات ، والسلامة ، وسهولة الوصول للخدمات والعلاقات بين الأفراد ، والملائمة ، والتوقيت المناسب ، والخيار للمريض لخطة العلاج ، والبيئة التحتية الفيزيائية ووسائل الراحة ، والمساواة ، والتركيز على المريض وتطرق إلى تعريف كل منها بالتفصيل ، وخلصت المحاضرة إلى أن الجودة في الخدمات الصحية ضرورة لا ترف وأنها رحلة متواصلة ، ويجب العمل لبث ثقافة الجودة والعمل بقواعدها للوصول لرضى المريض وذويه وضرورة الحصول على الاعتمادات المحلية والدولية والالتزام بتطبيق المعايير المعتمدة بدقة واستمرار.
ثم جرت المداخلات والتي اتسمت بالصراحة كما اتسمت الإجابات بالشفافية وروح المسؤولية العالية.
وقد حضر الندوة كل من الدكتور كامل العباد مدير مستشفى القطيف المركزي حيث تحدث عن المشروعات التطويرية في المستشفى والتي تشمل تجديد البيئة التحتية بقيمة ستة وستين مليون ريال ومشروع برج جديد للعيادات الخارجية وإنشاء مركز أسنان بسعة خمسين عيادة وإقامة وتوسعة مركز للعلاج الطبيعي في المستشفى.
وحضر الندوة كذلك كل من الدكتور عادل السنان مدير العيادات الخارجية بالمستشفى، والدكتور عيسى العقيلي رئيس قسم الباطنية والقلب بالمستشفى ، والدكتور نادر الجشي مدير إدارة الأسرة والتنسيق الطبي وشؤون المرضى ، والدكتور زكي النمر رئيس قسم التخدير بالمستشفى والدكتور محمد الخليفة رئيس قسم المختبر بالمستشفى والدكتور منير ابو السعود استشاري الأنف والأذن والحنجرة والدكتور عبد الله اعبيدان استشاري عناية مركزة أطفال والأستاذ عبدالرؤوف الجشي مدير العلاقات العامة بالمستشفى ،والاستاذ طارق الزاير رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى كما حضر الدكتور السيد ماجد العوامي والدكتور عبدالعزيز الجامع وجمع كبير من المهتمبن.